(فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً) (٣)
____________________________________
وقرىء يدخلون على البناء للمفعول (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) فقل سبحان الله حامدا له أو فتعجب لتيسير الله تعالى ما لم يخطر ببال أحد من أن يغلب أحد على أهل حرمه المحترم واحمده على جميل صنعه هذا على الرواية الأولى ظاهر وأما على الثانية فلعله عليهالسلام أمر بأن يداوم على ذلك استعظاما لنعمه لا بإحداث التعجب لما ذكر فإنه إنما يناسب حالة الفتح أو فاذكره مسبحا حامدا زيادة فى عبادته والثناء عليه لزيادة إنعامه عليك أو فصل له حامدا على نعمه روى أنه لما فتح باب الكعبة صلى صلاة الضحى ثمان ركعات أو فنزهه عما يقوله الظلمة حامدا له على أن صدق وعده أو فاثن على الله تعالى بصفات الجلال حامدا له على صفات الإكرام (وَاسْتَغْفِرْهُ) هضما لنفسك واستقصارا لعملك واستعظاما* لحقوق الله تعالى واستدراكا لما فرط منك من ترك الأولى. عن عائشة رضى الله عنها إنه كان عليه الصلاة والسلام يكثر قبل موته أن يقول سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك وعنه عليهالسلام إنى لأستغفر فى اليوم والليلة مائة مرة وروى أنه لما قرأها النبى صلىاللهعليهوسلم على أصحابه استبشروا وبكى العباس فقال عليهالسلام ما يبكيك يا عم فقال نعيت إليك نفسك قال عليهالسلام إنها لكما تقول فلم ير عليهالسلام بعد ذلك ضاحكا مستبشرا وقيل إن ابن عباس هو الذى قال ذلك فقال عليهالسلام لقد أوتى هذا الغلام علما كثيرا ولعل ذلك للدلالة على تمام أمر الدعوة وتكامل أمر الدين كقوله تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) وروى أنها لما نزلت خطب رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال إن عبدا خيره الله تعالى بين الدنيا وبين لقائه فاختار لقاء الله تعالى فعلم أبو بكر رضى الله عنه فقال فديناك بأنفسنا وآبائنا وأولادنا وعنه عليهالسلام أنه دعا فاطمة رضى الله عنها فقال يا بنتاه إنه نعيت إلى نفسى فبكت فقال لا تبكى فإنك أول أهلى لحوقا بى وعن ابن مسعود رضى الله عنه أن هذه السورة تسمى سورة التوديع وقيل هو أمر بالاستغفار لأمته (إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً) منذ خلق المكلفين أى* مبالغا فى قبول توبتهم فليكن كل تائب مستغفر متوقعا للقبول. عن النبى صلىاللهعليهوسلم من قرأ سورة النصر أعطى من الأجر كمن شهد مع محمد يوم فتح مكة.