١١١ ـ سورة المسد
(مكية وهى خمس آيات)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (١) ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ) (٢)
____________________________________
(سورة المسد مكية وآيها خمس)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (تَبَّتْ) أى هلكت (يَدا أَبِي لَهَبٍ) هو عبد العزى بن عبد المطلب وإيثار التباب على الهلاك وإسناده إلى يديه لما روى لما نزل وأنذر عشيرتك الأقربين رقى رسول الله صلىاللهعليهوسلم الصفا وجمع أقاربه فأنذرهم فقال أبو لهب تبا لك ألهذا دعوتنا وأخذ حجرا* ليرميه عليهالسلام به (وَتَبَّ) أى وهلك كله وقيل المراد بالأول هلاك جملته كقوله تعالى (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) ومعنى (وَتَبَ) وكان ذلك وحصل كقول من قال[جزانى جزاه الله شر جزائه * جزاء الكلاب العاويات وقد فعل] ويؤيده قراءة من قرأ وقد تب وقيل الأول إخبار عن هلاك عمله لأن الأعمال تزاول غالبا بالأيدى والثانى إخبار عن هلاك نفسه وقيل كلاهما دعاء عليه بالهلاك وقيل الأول دعاء والثانى إخبار وذكر كنيته للتعريض بكونه جهنميا ولاشتهاره بها ولكراهة ذكر اسمه القبيح وقرىء أبو لهب كما قيل على بن أبو طالب وقرىء أبى لهب بسكون الهاء (ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ) أى لم يغن عنه حين حل به التباب على أن ما نافية أو أى شىء أغنى عنه على أنها استفهامية فى معنى الإنكار منصوبة بما بعدها أصل ماله وما كسبه من الأرباح والنتائج والمنافع والوجاهة والأتباع أو ماله الموروث من أبيه والذى كسبه بنفسه أو عمله الخبيث الذى هو كيده فى عداوة النبى صلىاللهعليهوسلم أو عمله الذى ظن أنه منه على شىء كقوله تعالى (وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً) وعن ابن عباس رضى الله عنهما ما كسب ولده وروى أنه كان يقول إن كان ما يقول ابن أحى حقا فأنا أفتدى منه نفسى بمالى وولدى فأستخلص منه وقد خاب مرجاه وما حصل ما تمناه فافترس ولده عتبة أسد فى طريق الشام بين العير المكتنفة به وقد كان عليهالسلام دعا عليه وقال اللهم سلط عليه كلبا من كلابك وهلك نفسه بالعدسة بعد وقعة بدر لسبع ليال فاجتنبه أهله مخافة العدوى وكانت قريش تتقيها كالطاعون فبقى ثلاثا حتى أنتن ثم استأجروا بعض السودان فاحتملوه ودفنوه فكان