٩٥ ـ سورة التين
(مكية وآيها ثمان آية)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (١) وَطُورِ سِينِينَ) (٢)
____________________________________
(سورة التين مكية وقيل مدنية وآيها ثمان)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) هما هذا التين وهذا الزيتون خصهما الله سبحانه من بين الثمار بالإقسام بهما لاختصاصهما بخواص جليلة فإن التين فاكهة طيبة لا فضل له غذاء لطيف سريع الهضم ودواء كثير النفع يلين الطبع ويحلل البلغم ويطهر الكليتين ويزيل ما فى المثانة من الرمل ويسمن البدن ويفتح سدد الكبد والطحال وروى أبو ذر رضى الله عنه أنه أهدى للنبى صلىاللهعليهوسلم سل من تين فأكل منه وقال لأصحابه كلوا فلو قلت إن فاكهة نزلت من الجنة لقلت هذا لأن فاكهة الجنة بلا عجم فكلوها فإنها تقطع البواسير وتنفع من النقرس وعن على بن موسى الرضا التين يزيل نكهة الفم ويطول الشعر وهو أمان من الفالج وأما الزيتون فهو فاكهة وإدام ودواء ولو لم يكن له سوى اختصاصه بدهن كثير المنافع مع حصوله فى بقاع لا دهنية فيها لكفى به فضلا وشجرته هى الشجرة المباركة المشهود لها فى التنزيل ومر معاذ بن جبل رضى الله عنه بشجرة الزيتون فأخذ منها قضيبا واستاك به وقال سمعت النبى صلىاللهعليهوسلم يقول نعم السواك الزيتون من الشجرة المباركة يطيب الفم ويذهب بالحفرة وسمعته يقول هو سواكى وسواك الأنبياء قبلى وقيل هما جبلان من الأرض المقدسة يقال لهما بالسريانية طور تينا وطور زيتا لأنهما منبتا التين والزيتون وقيل التين جبل ما بين حلوان وهمدان والزيتون جبال الشام لأنهما منابتهما كأنه قيل ومنابت التين والزيتون وقال قتادة التين الجبل الذى عليه دمشق والزيتون الجبل الذى عليه بيت المقدس وقال عكرمة وابن زيد التين دمشق والزيتون بيت المقدس وهو اختيار الطبرى وقال محمد بن كعب التين مسجد أصحاب الكهف والزيتون مسجد إيليا وعن ابن عباس رضى الله عنهما التين مسجد نوح عليهالسلام الذى بناه على الجودى والزيتون مسجد بيت المقدس وقال الضحاك التين المسجد الحرام والزيتون المسجد الأقصى والصحيح هو الأول قال ابن عباس رضى الله عنهما هو تينكم الذى تأكلون وزيتونكم الذى تعصرون منه الزيت وبه قال مجاهد وعكرمة وإبراهيم النخعى وعطاء وجابر وزيد ومقاتل والكلبى (وَطُورِ