(وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (٤) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (٥) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (٦) فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (٧) وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ) (٨)
____________________________________
من قومه وتلهفه ووضعه عند مغفرته وتعليم الشرائع وتمهيد عذره بعد أن بلغ وبالغ وقرىء وحططنا وحللنا مكان وضعنا وقرىء وحللنا عنك وقرك (وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ) بعنوان النبوة وأحكامها أى رفع حيث قرن اسمه باسم الله تعالى فى كلمة الشهادة والأذان والإقامة وجعل طاعته طاعته تعالى وصلى عليه هو وملائكته وأمر المؤمنين بالصلاة عليه وسمى رسول الله ونبى الله والكلام فى العطف وزيادة لك كالذى سلف وقوله تعالى (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) تقرير لما قبله ووعده كريم بتيسير كل عسير له عليه الصلاة والسلام وللمؤمنين كأنه قيل خولناك ما خولناك من جلائل النعم فكن على ثقة بفضل الله تعالى ولطفه فإن مع العسر يسرا كثيرا وفى كلمته مع إشعار بغاية سرعة مجىء اليسر كأنه مقارن للعسر (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) تكرير للتأكيد أو عدة مستأنفة بأن العسر مشفوع بيسر آخر كثواب الآخرة كقولك إن للصائم فرحتان للصائم فرحة أى فرحة عند الإفطار وفرحة عند لقاء الرب وعليه قوله صلىاللهعليهوسلم لن يغلب عسر يسرين فإن المعرف إذا أعيد يكون الثانى عين الأول سواء كان معهودا أو جنسا وأما المنكر فيحتمل أن يراد بالثانى فرد مغاير لما أريد بالأول (فَإِذا فَرَغْتَ) أى من التبليغ وقيل من الغزو (فَانْصَبْ) فاجتهد فى العبادة واتعب شكرا لما أوليناك من* النعم السالفة ووعدناك من الآلاء الآنفة وقيل فإذا فرغت من صلاتك فاجتهد فى الدعاء وقيل إذا فرغت من دنياك فانصب فى صلاتك (وَإِلى رَبِّكَ) وحده (فَارْغَبْ) بالسؤال ولا تسأل غيره فإنه القادر على إسعافك لا غيره وقرىء فرغب أى فرغب الناس إلى طلب ما عنده. عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم من قرأ ألم نشرح فكأنما جاءنى وأنا مغتم ففرج عنى.