١٠٥ ـ سورة الفيل
(مكية هى خمس آيات)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ) (١)
____________________________________
(سورة الفيل مكية وآيها خمس)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ) الخطاب لرسول الله صلىاللهعليهوسلم والهمزة لتقرير رؤيته عليه الصلاة والسلام بإنكار عدمها وكيف معلقة لفعل الرؤية منصوبة بما بعدها والرؤية علمية أى ألم تعلم علما رصينا متاخما للمشاهدة والعيان باستماع الأخبار المتواترة ومعاينة الآثار الظاهرة وتعليق الرؤية بكيفية فعله عزوجل لا بنفسه بأن يقال ألم تر ما فعل ربك الخ لتهويل الحادثة والإيذان بوقوعها على كيفية هائلة وهيئة عجيبة دالة على عظم قدرة الله تعالى وكمال علمه وحكمته وعزة بيته وشرف رسوله صلىاللهعليهوسلم فإن ذلك من الإرهاصات لما روى أن القصة وقعت فى السنة التى ولد فيها النبى صلىاللهعليهوسلم وتفصيلها أن أبرهة بن الصباح الأشرم ملك اليمن من قبل أصحمة النجاشى بنى بصنعاء كنيسة وسماها القليس وأراد أن يصرف إليها الحاج فخرج رجل من كنانة فقعد فيها ليلا فأغضبه ذلك وقيل أججت رفقة من العرب نارا فحملتها الريح فأحرقتها فحلف ليهد الكعبة فخرج مع جيشه ومعه فيل له اسمه محمود وكان قويا عظيما وإثنا عشر فيلا غيره وقيل ثمانية وقيل ألف وقيل كان معه وحده فلما بلغ المغمس خرج إليه عبد المطلب وعرض عليه ثلث أموال تهامة ليرجع فأبى وعبأ جيشه وقدم الفيل فكان كلما وجهوه إلى الحرم برك ولم يبرح وإذا وجهوه إلى اليمن أو إلى غيره من الجهات هرول فأرسل الله تعالى طيرا سودا وقيل خضرا وقيل بيضا مع كل طائر حجر فى منقاره وحجران فى رجليه أكبر من العدسة وأصغر من الحمصة فكان الحجر يقع على رأس الرجل فيخرج من دبره وعلى كل حجر اسم من يقع عليه ففروا فهلكوا فى كل طريق ومنهل وروى أن أبرهة تساقطت أنامله وآرابه وما مات حتى انصدع صدره عن قلبه وانفلت وزيره أبو يكسوم وطائر يحلق طوقه حتى بلغ النجاشى فقص عليه القصة فلما أتمها وقع عليه الحجر فخر ميتا بين يديه وقيل إن أبرهة أخذ لعبد المطلب مائتى بعير فخرج إليه فى شأنها فلما رآه أبرهة عظم فى عينه وكان رجلا وسيما جسيما وقيل هذا سيد قريش وصاحب عير مكة الذى يطعم الناس فى السهل والوحوش فى رؤس الجبال فنزل أبرهة عن سريره وجلس على بساطه وقيل أجلسه معه على سريره ثم قال لترجمانه قل له ما حاجتك فلما ذكر حاجته قال سقطت من عينى حيث جئت لأهدم البيت الذى هو دينك ودين