(أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (٢) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ (٣) تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (٤) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) (٥)
____________________________________
آبائك وعصمتكم وشرفكم فى قديم الدهر لا تكلمنى فيه ألهاك عنه ذود أخذت لك فقال عبد المطلب أنا رب الإبل وإن للبيت ربا يحميه ثم رجع وأتى باب الكعبة فأخذ بحلقته ومعه نفر من قريش يدعون الله عزوجل فالتفت وهو يدعو فإذ هو بطير من نحو اليمن فقال والله إنها لطير غريبة ما هى نجدية ولا تهامية فأرسل حلقة الباب ثم انطلق مع أصحابه ينتظرون ماذا يفعل أبرهة فأرسل الله تعالى عليهم الطير فكان ما كان وقيل كان أبرهة جد النجاشى الذى كان فى زمن النبى صلىاللهعليهوسلم وعن عائشة رضى الله عنها قالت رأيت قائد الفيل وسائسه أعميين مقعدين يستطعمان وقرىء ألم تر بسكون الراء للجد فى إظهار أثر الجازم وقوله تعالى (أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ) الخ بيان إجمالى لما فعله الله تعالى بهم والهمزة للتقرير كما سبق ولذلك عطف على الجملة الاستفهامية ما بعدها كأنه قيل قد جعل كيدهم فى تعطيل الكعبة وتخريبها فى تضييع وإبطال بأن دمرهم أشنع تدمير (وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ) أى طوائف وجماعات جمع إبالة وهى الحزمة الكبيرة شبهت بها الجماعة من الطير فى تضامها وقيل أبابيل مثل عبابيد وشماطيط لا واحد لها (تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ) صفة لطيرا وقرىء يرميهم بالتذكير لأن الطير اسم جمع تأنيثه باعتبار المعنى (مِنْ سِجِّيلٍ) من طين متحجر معرب سنك كل وقيل كأنه علم للديوان الذى كتب فيه عذاب* الكفار كما أن سجينا علم للديوان الذى يكتب فيه أعمالهم كأنه قيل بحجارة من جملة العذاب المكتوب المدون واشتقاقه من الإسجال وهو الإرسال (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) كورق زرع فيه الأكال وهو أن يأكله الدود أو أكل حبه فبقى صفرا منه أو كتبن أكلته الدواب وراثته أشير إليه بأول أحواله عن النبى صلىاللهعليهوسلم من قرأ سورة الفيل أعفاه الله تعالى أيام حياته من الخسف والمسخ والله أعلم.