٨٢ ـ سورة الانفطار
(مكية وهى تسعة عشرة آية)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ (١) وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ (٢) وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ (٣) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (٤) عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ) (٥)
____________________________________
(سورة الانفطار مكية وآياتها تسعة عشر)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ) أى انشقت لنزول الملائكة كقوله تعالى (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً) وقوله تعالى (وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً) والكلام فى ارتفاع السماء كما مر فى ارتفاع الشمس (وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ) أى تساقطت متفرقة (وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ) فتح بعضها إلى بعض فاختلط العذب بالأجاج وزال ما بينهما من البرزخ الحاجز وصارت البحار بحرا واحدا وروى أن الأرض تنشف الماء بعد امتلاء البحار فتصير مستوية وهو معنى التسجير عند الحسن رضى الله عنه وقيل إن مياه البحار الآن راكدة مجتمعة فإذا فجرت تفرقت وذهبت وقرىء فجرت بالتخفيف مبنيا للمفعول ومبنيا للفاعل أيضا بمعنى بغت من الفجور نظرا إلى قوله تعالى (لا يَبْغِيانِ) (وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ) أى قلب ترابها وأخرج موتاها ونظيره بحثر لفظا ومعنى وهما مركبان من البعث والبحث مع راء ضمت إليهما وقوله تعالى (عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ) جواب إذا لكن لا على أنها تعلمه عند البعث بل عند نشر الصحف لما عرفت من أن المراد بها زمان واحد مبدؤه النفخة الأولى ومنتهاه الفصل بين الخلائق لا أزمنة معتددة حسب تعدد كلمة إذا وإنما كررت لتهويل ما فى حيزها من الدواهى والكلام فيه كالذى مر تفصيله فى نظيره ومعنى ما قدم وأخر ما أسلف من عمل خير أو شر وأخر من سنة حسنة أو سيئة يعمل بها بعده قاله ابن عباس وابن مسعود وعن ابن عباس أيضا ما قدم من معصية وأخر من طاعة وهو قول قتادة وقيل ما قدم من أمواله لنفسه وما أخر لورثته وقيل ما قدم من فرض وأخر من فرض وقيل أول عمله وآخره ومعنى علمها التفصيلى حسبما ذكر فيما مر مرارا.