خاتمة المؤلف
قال العبد الذليل متضرعا إلى ربه الجليل : اللهم يا ولى العصمة والإرشاد ، وهادى الغواة إلى سنن الرشاد ، بارىء البرية مالك الرقاب ، عليك توكلى وإليك متاب ، أنت المغيث لكل حائر ملهوف ، والمجير من كل هائل مخوف ، ألوذ بحرمك المأمون ، من غوائل ريب المنون ، وألتجىء إلى حرزك الحريز ، وآوى إلى ركنك العزيز ، وأسألك من خزائن برك المخزون ، فى مكامن سرك المكنون ، خير ما جرى به قلم التكوين ، من أمور الدنيا والدين ، وأعوذ بك من فنون الفتن والشرور ، لا سيما الاطمئنان بدار الغرور ، والاغترار بنعيمها وزهرتها ، والافتتان بزخارفها وزينتها ، فأعذنى بحمايتك ، وأعنى بعنايتك ، وأفض على من شوارق الأنوار الربانية ، وبوارق الآثار السبحانية ، ما يخلصنى من العوائق الظلمانية ، ويجردنى من العلائق الجسمانية ، وهذب نفسى الأبية من دنس الطبائع والأخلاق ، ونور قلبى القاسى بلوامع الإشراق ، ليستعد للعبور على سرائر الأنس ، ويتهيأ للحضور فى حظائر القدس ، وثبتنى على مناهج الحق والهدى ، وأرشدنى إلى مسالك البر والتقى ، واجعل أعز مرامى ابتغاء رضاك ، وأشرف أيامى يوم لقاك ، يوم يقوم الناس لرب العالمين فريقا فريقا ، واحشرنى مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
(قام بمراجعة وتصحيح هذا التفسير : فضيلة الأستاذ الدكتور (حسن أحمد مرعى) الأستاذ بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر. وفضيلة الأستاذ الشيخ (محمد الصادق قمحاوى) المفتش العام بالمعاهد الأزهرية ، وعضو لجنة مراجعة المصاحف بمشيخة الأزهر الشريف).