٨٩ ـ سورة الفجر
(مكية وهى ثلاثون آية)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(وَالْفَجْرِ (١) وَلَيالٍ عَشْرٍ (٢) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (٣) وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ (٤) هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ) (٥)
____________________________________
(سورة الفجر مكية وآيها ثلاثون)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (وَالْفَجْرِ) أقسم سبحانه بالفجر كما أقسم بالصبح حيث قال والصبح إذا تنفس وقيل المراد به صلاته (وَلَيالٍ عَشْرٍ) هن عشر ذى الحجة ولذلك فسر الفجر بفجر عرفة أو النحر أو العشر الأواخر من رمضان وتنكيرها للتفخيم وقرىء وليال عشر بالإضافة على أن المراد بالعشر الأيام (وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ) أى الأشياء كلها شفعها ووترها أو شفع هذه الليالى ووترها وقد روى أن النبى عليه الصلاة والسلام فسرهما بيوم النحر ويوم عرفة ولقد كثرت فيهما الأقوال والله تعالى أعلم بحقيقة الحال وقرىء بكسر الواو وهما لغتان كالحبر والحبر وقيل الوتر بالفتح فى العدد وبالكسر فى الذحل وقرىء والوتر بفتح الواو وكسر التاء (وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ) أى يمضى كقوله تعالى (وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ) والتقييد لما فيه من وضوح الدلالة على كمال القدرة ووفور النعمة أو يسرى فيه من قولهم صلى المقام أى صلى فيه وحذف الياء اكتفاء بالكسر وقرىء بإثباتها على الإطلاق وبحذفها فى الوقف خاصة وقرىء يسر بالتنوين كما قرىء والفجر والوتر وهو التنوين الذى يقع بدلا من حرف الإطلاق (هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ) الخ تحقيق وتقرير لفخامة شأن المقسم بها وكونها أمورا جليلة حقيقة بالإعظام والإجلال عند أرباب العقول وتنبيه على أن الإقسام بها أمر معتد به خليق بأن يؤكد به الإخبار على طريقة قوله تعالى (وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) وذلك إشارة إما إلى الأمور المقسم