٨٧ ـ سورة الأعلى
(مكية وهى تسع عشرة آية)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (٢) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى) (٣)
____________________________________
كما قاله قتادة قال أبو عبيدة هو فى الأصل تصغير رود بالضم وأنشد كأنها ثمل تمشى على رود أى على مهل وقيل تصغيرا رواد مصدرا رود بالترخيم وله فى الاستعمال وجهان آخران كونه اسم فعل نحو رويدا زيد وكونه حالا نحو سار القوم رويدا أى متمهلين وفى إيراد البدل بصيغة لا تحتمل التكثير وتقييده برويدا على أحد الوجهين المذكورين من تسلية رسول الله صلىاللهعليهوسلم وتسكين قلبه ما لا يخفى. وعنه صلىاللهعليهوسلم من قرأ سورة الطارق أعطاه الله تعالى بعدد كل نجم فى السماء عشر حسنات والله أعلم.
(سورة الأعلى مكية وآيها تسع عشرة)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) أى نزه اسمه عزوجل عن الإلحاد فيه بالتأويلات الزائغة وعن إطلاقه على غيره بوجه يشعر بتشاركهما فيه وعن ذكره لا على وجه الإعظام والإجلال والأعلى إما صفة للرب وهو الأظهر أو للاسم وقرىء سبحان ربى الأعلى وفى الحديث لما نزلت فسبح باسم ربك العظيم قال عليه الصلاة والسلام اجعلوها فى ركوعكم فلما نزل سبح اسم ربك الأعلى قال اجعلوها فى سجودكم وكانوا يقولون فى الركوع اللهم لك ركعت وفى السجود اللهم لك سجدت (الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى) صفة أخرى للرب على الوجه الأول ومنصوب على المدح على الثانى لئلا يلزم الفصل بين الموصوف والصفة بصفة غيره أى خلق كل شىء فسوى خلقه بأن جعل له ما به يتأتى كماله ويتسنى معاشه وقوله تعالى (وَالَّذِي قَدَّرَ) إما صفة أخرى للرب كالموصول الأول أو معطوف عليه وكذا حال ما بعده قدر أجناس الأشياء وأنواعها وأفرادها ومقاديرها وصفاتها وأفعالها وآجالها (فَهَدى) أى فوجه كل واحد منها إلى ما يصدر عنه وينبغى له طبعا أو اختيارا ويسره لما خلق له* بخلق الميول والإلهامات ونصب الدلائل وإنزال الآيات ولو تتبعت أحوال النباتات والحيوانات