١٠٩ ـ سورة الكافرون
(مكية وهى ست آيات)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ (١) لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ (٢) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (٣) وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ (٤) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ) (٥)
____________________________________
حيث لا يبقى منه نسل ولا حسن ذكر وأما أنت فتبقى ذريتك وحسن صيتك وآثار فضلك إلى يوم القيامة لك فى الآخرة ما لا يندرج تحت البيان وقيل نزلت فى العاص بن وائل وأيا ما كان فلا ريب وفى عموم الحكم. عن النبى صلىاللهعليهوسلم من قرأ سورة الكوثر سقاه الله تعالى من كل نهر فى الجنة ويكتب له عشر حسنات بعدد كل قربان قربه العباد فى يوم النحر.
(سورة الكافرون مكية وآيها ست)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) هم كفرة مخصوصون قد علم الله تعالى أنه لا يتأتى منهم الإيمان أبدا. روى أن رهصا من عتاة قريش قالوا لرسول الله صلىاللهعليهوسلم هلم فاتبع ديننا ونتبع دينك تعبد آلهتنا ونعبد إلهك سنة فقال معاذ الله أن أشرك بالله غيره فقالوا فاستلم بعض آلهتنا نصدقك ونعبد إلهك فنزلت فغدا إلى المسجد الحرام وفيه الملأ من قريش فقام على رؤسهم فقرأها عليهم فأيسوا (لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ) أى فيما يستقبل لأن لا لا تدخل غالبا إلا على مضارع فى الاستقبال كما أن ما لا تدخل إلا على مضارع فى معنى الحال والمعنى لا أفعل فى المستقبل ما تطلبونه منى من عبادة آلهتكم (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ) أى ولا أنتم فاعلون فيه ما أطلب منكم من عبادة إلهى (وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ) أى وما كنت قط عابدا فيما سلف ما عبدتم فيه أى لم يعهد منى عبادة صنم فى الجاهلية فكيف ترجى منى فى الإسلام (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ) أى وما عبدتم فى وقت من الأوقات ما أنا على عبادته وقيل هاتان الجملتان لنفى العبادة حالا كما أن الأولين لنفيها استقبالا وإنما لم يقل ما عبدت