(لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) (٦)
____________________________________
ليوافق ما عبدتم لأنهم كانوا موسومين قبل البعثة بعبادة الأصنام وهو عليهالسلام لم يكن حينئذ موسوما بعبادة الله تعالى وإيثار ما فى أعبد على من لأن المراد هو الوصف كأنه قيل ما أعبد من المعبود العظيم الشأن الذى لا يقادر قدر عظمته وقيل إن ما مصدرية أى لا أعبد عبادتكم ولا تعبدون عبادتى وقيل الأوليان بمعنى الذى والأخريان مصدريتان وقيل قوله تعالى (وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ) تأكيد لقوله تعالى (لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ) وقوله تعالى (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ) ثانيا تأكيد لمثله المذكور أولا وقوله تعالى (لَكُمْ دِينُكُمْ) تقرير لقوله تعالى (لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ) وقوله تعالى (وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ) كما أن قوله تعالى (وَلِيَ دِينِ) تقرير لقوله تعالى (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ) والمعنى أن دينكم الذى هو الإشراك مقصور* على الحصول لكم لا يتجاوزه إلى الحصول لى أيضا كما تطمعون فيه فلا تعلقوا به أمانيكم الفارغة فإن ذلك المحالات وأن دينى الذى هو التوحيد مقصور على الحصول لى لا يتجاوزه إلى الحصول لكم أيضا لأنكم علقتموه بالمحال الذى هو عبادتى لآلهتكم أو استلامى إياها ولأن ما وعدتموه عين الإشراك وحيث كان مبنى قولهم تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة على شركة الفريقين فى كلتا العبادتين كان القصر المستفاد من تقديم المسند قصر إفراد حتما ويجوز أن يكون هذا تقريرا لقوله تعالى (وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ) أى ولى دينى لا دينكم كما هو فى قوله تعالى (وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ) وقيل المعنى إنى نبى مبعوث إليكم لأدعوكم إلى الحق والنجاة فإذا لم تقبلوا منى ولم تتبعونى فدعونى كفافا ولا تدعونى إلى الشرك فتأمل. عن النبى صلىاللهعليهوسلم من قرأ سورة الكافرون فكأنما قرأ ربع القرآن وتباعدت عنه مردة الشياطين وبرىء من الشرك وتعافى من الفزع الأكبر.