١٠٧ ـ سورة الماعون
(مكية وهى سبع آيات)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (١) فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (٢) وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (٣) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ) (٤)
____________________________________
(مِنْ جُوعٍ) شديد كانوا فيه قبلهما وقيل أريد به القحط الذى أكلوا الجيف والعظام (وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) عظيم لا يقادر قدره وهو خوف أصحاب الفيل أو خوف التخطف فى بلدهم ومسايرهم وقيل خوف الجذام فلا يصيبهم فى بلدهم. عن النبى صلىاللهعليهوسلم من قرأ سورة قريش أعطاه الله تعالى عشر حسنات بعدد من طاف بالكعبة واعتكف بها.
(سورة الماعون مكية مختلف فيها وآيها سبع)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ) استفهام أريد به تشويق السامع إلى معرفة من سيق له الكلام والتعجيب منه والخطاب لرسول الله صلىاللهعليهوسلم وقيل لكل عاقل والرؤبة بمعنى المعرفة وقرىء أرأيتك بزيادة حرف الخطاب والفاء فى قوله تعالى (فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ) جواب شرط محذوف على أن ذلك مبتدأ والموصول خبره والمعنى هل عرفت الذى يكذب بالجزاء أو بالإسلام إن لم تعرفه أو إن أردت أن تعرفه فهو الذى يدفع اليتيم دفعا عنيفا ويزجره زجرا قبيحا ووضع اسم الإشارة المتعرض لوصف المشار إليه موضع الضمير للإشعار بعلة الحكم والتنبيه بما فيه من معنى البعد على بعد منزلته فى الشر والفساد قيل هو أبو جهل كان وصيا ليتيم فأتاه عريانا يسأله من مال نفسه فدفعه دفعا شنيعا وقيل أبو سفيان نحر جزورا فسأله يتيم لحما فقرعه بعصاه وقيل هو الوليد بن المغيرة وقيل هو العاص بن وائل السهمى وقيل هو رجل بخيل من المنافقين وقيل الموصول على عمومه وقرىء يدع اليتيم أى يتركه ويجفوه (وَلا يَحُضُّ) أى أهله وغيرهم من الموسرين (عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ) وإذا كان حال من ترك حث غيره على ما ذكر فما ظنك بحال من ترك مع القدرة* عليه والفاء فى قوله تعالى (فَوَيْلٌ) الخ إما لربط ما بعدها بشرط محذوف كأنه قيل إذا كان ما ذكر من