(وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ (٥) نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ (٦) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (٧) إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (٨) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ) (٩)
____________________________________
ذلك الحسبان الباطل وقوله تعالى (لَيُنْبَذَنَّ) جواب قسم مقدر والجملة استئناف مبين لعلة الردع أى والله ليطرحن بسبب تعاطيه للأفعال المذكورة (فِي الْحُطَمَةِ) أى فى النار التى شأنها أن تحطم وتكسر* كل ما يلقى فيها كما أن شأنه كسر أعراض الناس وجمع المال وقوله تعالى (وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ) لتهويل أمرها ببيان أنها ليست من الأمور التى تنالها عقول الخلق وقوله تعالى (نارُ اللهِ) خبر مبتدأ محذوف والجملة بيان لشأن المسؤل عنها أى هى نار الله (الْمُوقَدَةُ) بأمر الله عز سلطانه وفى إضافتها إليه سبحانه* ووصفها بالايقاد من تهويل أمرها ما لا مزيد عليه (الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ) أى تعلو أوساط القلوب وتغشاها وتخصيصها بالذكر لما أن الفؤاد ألطف ما فى الجسد وأشده تألما بأدنى أذى يمسه أو لأنه محل العقائد الزائغة والنيات الخبيثة ومنشأ الأعمال السيئة (إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ) أى مطبقة من أوصدت الباب وآصدته أى أطبقته (فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ) إما حال من الضمير المجرور فى عليهم أى كائنين فى عمد ممددة أى موثقين فيها مثل المقاطر التى تقطر فيها اللصوص أو خبر مبتدأ مضمر أى هم فى عمد أو صفة لمؤصدة قاله أبو البقاء أى كائنة فى عمد ممددة بأن تؤصد عليهم الأبواب وتمدد على الأبواب العمد استيثاقا فى استيثاق اللهم أجرنا منها يا خير مستجار وقرىء عمد بضمتين. عن النبى صلىاللهعليهوسلم من قرأ سورة الهمزة أعطاه الله تعالى عشر حسنات بعدد من استهزأ بمحمد وأصحابه.