(كَلاَّ لا وَزَرَ (١١) إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (١٢) يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ (١٣) بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (١٤) وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ (١٥) لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ) (١٦)
____________________________________
(كَلَّا) ردع من طلب المفر وتمنيه (لا وَزَرَ) لا ملجأ مستعار من الجبل وقيل كل ما التجأت إليه وتخلصت به فهو وزرك (إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ) أى إليه وحده استقرار العباد أو إلى حكمه استقرار أمرهم أو إلى مشيئته موضع قرارهم يدخل من يشاء الجنة ومن يشاء النار (يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ) أى يخبر* كل امرىء برا كان أو فاجرا عند وزن الأعمال (بِما قَدَّمَ) أى عمل من عمل خيرا كان أو شرا فيثاب* بالأول ويعاقب بالثانى (وَأَخَّرَ) أى لم يعمل خيرا كان أو شرا فيعاقب بالأول ويثاب بالثانى أو بما قدم من حسنة أو سيئة وبما أخر من سنة حسنة أو سيئة فعمل بها بعده أو بما قدم من مال تصدق به فى حياته وبما أخر فخلفه أو وقفه أو أوصى به أو بأول عمله وآخره (بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ) أى حجة بينة على نفسه شاهدة بما صدر عنه من الأعمال السيئة كما يعرب عنه كلمة على وما سيأتى من الجملة الحالية وصفت بالبصارة مجازا كما وصفت الآيات بالأبصار فى قوله تعالى (فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً) أو عين بصيرة أو التاء للمبالغة ومعنى بل الترقى أى ينبأ الإنسان بأعماله بل هو يومئذ عالم بتفاصيل أحواله شاهد على نفسه لأن جوارحه تنطق بذلك وقوله تعالى (وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ) أى ولو جاء بكل معذرة يمكن أن يعتذر بها عن نفسه حال من المستكن فى بصيرة أو من مرفوع ينبأ أى هو بصيرة على نفسه تشهد عليه جوارحه وتقبل شهادتها ولو اعتذر بكل معذرة أو ينبأ بأعماله ولو اعتذر الخ والمعاذير اسم جمع للمعذرة كالمناكير اسم جمع للمنكر وقيل هو جمع معذار وهو الستر أى ولو أرخى ستوره. كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا لقن الوحى نازع جبريل عليهالسلام القراءة ولم يصبر إلى أن يتمها مسارعة إلى الحفظ وخوفا من أن ينفلت منه فأمر عليه الصلاة والسلام بأن يستنصت له ملقيا إليه قلبه وسمعه حتى يقضى إليه الوحى ثم يقفيه بالدراسة إلى أن يرسخ فيه فقيل (لا تُحَرِّكْ بِهِ) * أى بالقرآن (لِسانَكَ) عند إلقاء الوحى (لِتَعْجَلَ بِهِ) أى لتأخذه على عجلة مخافة أن ينفلت منك