(وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (٥) وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (٦) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (٧) فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (٨) فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (٩) عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ) (١٠)
____________________________________
فَطَهِّرْ) مما ليس بطاهر فإنه واجب فى الصلاة وأولى وأحب فى غيرها وذلك بصيانتها وحفظها عن النجاسات وغسلها بعد تلطخها وبتقصيرها أيضا فإن طولها يؤدى إلى جر الذيول على القاذورات وهو اول ما أمر به عليه الصلاة والسلام من رفض العادات المذمومة وقيل هو أمر بتطهير النفس مما يستقذر من الأفعال ويستهجن من الأحوال يقال فلان طاهر الذيل والأردان إذا وصفوه بالنقاء من المعايب ومدانس الأخلاق (وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) أى واهجر العذاب بالثبات على هجر ما يؤدى إليه من* المآثم وقرىء بكسر الراء وهما لغتان كالذكر والذكر (وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ) ولا تعط مستكثرا أى رائيا لما تعطيه كثيرا أو طالبا للكثير على أنه نهى عن الاستغزار وهو أن يهب شيئا وهو يطمع أن يتعوض من الموهوب له أكثر مما أعطاه وهو جائز ومنه الحديث المستغزر يثاب من هبته فالنهى إما للتحريم وهو خاص برسول الله صلىاللهعليهوسلم لأن الله تعالى اختار له أشرف الأخلاق وأحسن الآداب أو للننزيه للكل وقرىء تستكثر بالسكون اعتبارا بحال الوقف أو أبدالا من تمنن كأنه قيل ولا تمنن ولا تستكثر على أنه من المن الذى فى قوله تعالى (مَنًّا وَلا أَذىً) لأن من يمن بما يعطى يستكثره ويعتد به وقرىء بالنصب بإضمار أن مع إبقاء عملها كقول من قال [ألا أيهذا الزاجرى أحضر الوغى] وقد قرىء بإثباتها ويجوز فى قراءة الرفع أن يحذف أن ويبطل عملها كما يروى أحضر الوغى بالرفع (وَلِرَبِّكَ) أى لوجهه تعالى أو لأمره (فَاصْبِرْ) فاستعمل الصبر وقيل على أذية المشركين وقيل على أداء الفرائض (فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ) أى نفخ فى الصور وهو فاعل من النقر بمعنى التصويت وأصله القرع الذى هو سبب الصوت والفاء للسببية كأنه قيل اصبر على أذاهم فبين أيديهم يوم هائل يلقون فيه عاقبة أذاهم وتلقى عاقبة صبرك عليه والعامل فى إذا ما دل عليه قوله تعالى (فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ) (عَلَى الْكافِرِينَ) فإن معناه عسر الأمر على الكافرين وذلك إشارة إلى وقت النقر وما فيه من معنى البعد مع قرب العهد بالمشار إليه للإيذان ببعد منزلته فى الهول والفظاعة ومحله الرفع على الابتداء ويومئذ