(أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (٣٤) ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (٣٥) أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً (٣٦) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى (٣٧) ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (٣٨) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (٣٩) أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى) (٤٠)
____________________________________
أو من المطا وهو الظهر فإنه يلويه (أَوْلى لَكَ فَأَوْلى) أى ويل لك وأصله أولاك الله ما تكرهه واللام مزيدة كما فى ردف لكم أو أولى لك الهلاك وقيل هو أفعل من الويل بعد القلب كأدنى من دون أو فعلى من آل يؤول بمعنى عقباك النار (ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى) أى يتكرر عليه ذلك مرة بعد أخرى (أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً) أى يخلى مهملا فلا يكلف ولا يجزى وقيل أن يترك فى قبره ولا يبعث وقوله تعالى (أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى) الخ استئناف وارد لإبطال الحسبان المذكور فإن مداره لما كان استبعادهم للإعادة استدل على تحققها بيده الخلق (ثُمَّ كانَ عَلَقَةً) أى بقدرة الله تعالى لقوله تعالى (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً (فَخَلَقَ) أى فقدر بأن جعلها مضغة مخلقة (فَسَوَّى) فعدل وكمل نشأته* (فَجَعَلَ مِنْهُ) من الإنسان (الزَّوْجَيْنِ) أى الصنفين (الذَّكَرَ وَالْأُنْثى) بدل من الزوجين (أَلَيْسَ ذلِكَ) العظيم الشأن الذى أنشأ هذا الإنشاء البديع (بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى) وهو أهون من البدء فى* قياس العقل. روى أن النبى صلىاللهعليهوسلم كان إذا قرأها قال سبحانك بلى وعنه صلىاللهعليهوسلم من قرأ سورة القيامة شهدت له أنا وجبريل يوم القيامة إنه كان مؤمنا بيوم القيامة.