بايعتك على ذلك» هذا لفظ البخاري (١).
وقال الإمام أحمد (٢) : حدثنا عبد الرّحمن بن مهدي ، حدثنا سفيان عن محمد بن المنكدر عن أميمة بنت رقيقة قالت : أتيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم في نساء لنبايعه ، فأخذ علينا ما في القرآن أن لا نشرك بالله شيئا الآية وقال «فيما استطعتن وأطقتن» قلنا الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا ، قلنا : يا رسول الله ألا تصافحنا؟ قال «إني لا أصافح النساء إنما قولي لامرأة واحدة كقولي لمائة امرأة» (٣) هذا إسناد صحيح وقد رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة من حديث سفيان بن عيينة والنسائي أيضا من حديث الثوري ومالك بن أنس ، كلهم عن محمد بن المنكدر عن أميمة به ، وقال الترمذي : حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث محمد بن المنكدر ، وقد رواه أحمد أيضا من حديث محمد بن إسحاق عن محمد بن المنكدر عن أميمة به وزاد : ولم يصافح منا امرأة ، وكذا رواه ابن جرير من طريق موسى بن عقبة عن محمد بن المنكدر به.
ورواه ابن أبي حاتم من حديث أبي جعفر الرازي عن محمد بن المنكدر ، حدثتني أميمة بنت رقيقة وكانت أخت خديجة خالة فاطمة من فيها إلى فيّ فذكره.
وقال الإمام أحمد (٤) : حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني سليط بن أيوب بن الحكم بن سليم عن أمه سلمى بنت قيس ، وكانت إحدى خالات رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقد صلت معه القبلتين ، وكانت إحدى نساء بني عدي بن النجار قالت : جئت رسول الله صلىاللهعليهوسلم نبايعه في نسوة من الأنصار ، فلما شرط علينا ألا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيه في معروف قال : «ولا تغششن أزواجكن» قالت: فبايعناه ثم انصرفنا فقلت لامرأة منهن ارجعي فسلي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما غش أزواجنا؟ قالت: فسألته فقال «تأخذ ماله فتحابي به غيره».
وقال الإمام أحمد (٥) : حدثنا إبراهيم بن أبي العباس ، حدثنا عبد الرّحمن بن عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب ، حدثني أبي عن أمه عائشة بنت قدامة يعني ابن مظعون قالت أنا مع أمي رائطة ابنة سفيان الخزاعية والنبي صلىاللهعليهوسلم يبايع النسوة ويقول : «أبايعكن على أن لا تشركن بالله شيئا ولا تسرقن ولا تزنين ولا تقتلن أولادكن ولا تأتين ببهتان تفترينه بين أيديكن وأرجلكن ولا تعصينني في معروف قالت : فأطرقن فقال لهن النبي صلىاللهعليهوسلم : ـ قلن نعم ـ فيما استطعتن» فكن يقلن وأقول معهن وأمي تقول لي أي بنية نعم ، فيما استطعت فكنت أقول كما يقلن.
__________________
(١) كتاب التفسير ، تفسير سورة ٦٠ ، باب ٣.
(٢) المسند ٦ / ٣٥٧.
(٣) أخرجه الترمذي في السير باب ٣٧ ، والنسائي في البيعة باب ١٨ ، وابن ماجة في الجهاد باب ٤٣.
(٤) المسند ٦ / ٣٧٩ ، ٣٨٠ ، ٤٢٢ ، ٤٢٣.
(٥) المسند ٦ / ٣٦٥.