الفريابي ، وهو محمد بن يوسف به. وقال حسن صحيح. ورواه ابن جرير (١) والطبراني من حديث إسرائيل به ، وروي من طريق العوفي عن ابن عباس نحوه ، وهكذا قال عكرمة مولاه سواء.
وقوله تعالى : (إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) يقول تعالى : إنما الأموال والأولاد فتنة أي اختبار وابتلاء من الله تعالى لخلقه ليعلم من يطيعه ممن يعصيه وقوله تعالى: (وَاللهُ عِنْدَهُ) أي يوم القيامة (أَجْرٌ عَظِيمٌ) كما قال تعالى : (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعامِ وَالْحَرْثِ ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) [آل عمران : ١٤] والتي بعدها.
وقال الإمام أحمد (٢) : حدثنا زيد بن الحباب ، حدثني حسين بن واقد ، حدثني عبد الله بن بريدة : سمعت أبا بريدة يقول : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يخطب ، فجاء الحسن والحسين رضي الله عنهما عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران ، فنزل رسول الله صلىاللهعليهوسلم من المنبر فحملهما فوضعهما بين يديه ثم قال : «صدق الله ورسوله إنما أموالكم وأولادكم فتنة ، نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما» (٣) ورواه أهل السنن من حديث حسين بن واقد به ، وقال الترمذي : حسن غريب ، إنما نعرفه من حديثه.
وقال الإمام أحمد (٤) : حدثنا سريج بن النعمان ، حدثنا هشيم ، أخبرنا مجالد عن الشعبي ، حدثنا الأشعث بن قيس قال : قدمت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم في وفد كندة فقال لي : «هل لك من ولد؟» قلت : غلام ولد لي في مخرجي إليك من ابنة جمد ولوددت أن بمكانه شبع القوم ، فقال لي : «لا تقولن ذلك فإن فيهم قرة عين وأجرا إذا قبضوا» ثم قال : «ولئن قلت ذاك إنهم لمجبنة محزنة» تفرد به أحمد رحمهالله تعالى ، وقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا محمود بن بكر ، حدثنا أبي عن عيسى عن ابن أبي ليلى عن عطية عن أبي سعيد قال : قال رسول اللهصلىاللهعليهوسلم : «الولد ثمرة القلوب وإنهم مجبنة مبخلة محزنة» ثم قال : لا نعرفه إلا بهذا الإسناد.
وقال الطبراني : حدثنا هاشم بن مزيد ، حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش ، حدثني أبي ، حدثني ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «ليس عدوك الذي إن قتلته كان فوزا لك وإن قتلك دخلت الجنة ، ولكن الذي لعله عدو لك ولدك الذي خرج من صلبك ، ثم أعدى عدو لك مالك الذي ملكت يمينك».
__________________
(١) تفسير الطبري ١٢ / ١١٧.
(٢) المسند ٥ / ٣٥٤.
(٣) أخرجه أبو داود في الصلاة باب ٢٢٧ ، والترمذي في المناقب باب ٣٠ ، والنسائي في الجمعة باب ٣٠ ، والعيدين باب ٢٧ ، وابن ماجة في اللباس باب ٢٠.
(٤) المسند ٥ / ٢١١.