اليمين رواه ابن جرير وكذا روي عن قتادة وغيره عن الشعبي نفسه ، وكذا قال غير واحد من السلف منهم الضحاك والحسن وقتادة ومقاتل بن حيان ، وروى العوفي عن ابن عباس القصة مطولة.
وقال ابن جرير (١) : حدثنا سعيد بن يحيى ، حدثنا أبي ، حدثنا محمد بن إسحاق عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال : قلت لعمر بن الخطاب : من المرأتان؟ قال: عائشة وحفصة. وكان بدء الحديث في شأن أم إبراهيم مارية القبطية أصابها النبي صلىاللهعليهوسلم في بيت حفصة في نوبتها ، فوجدت حفصة : فقالت : يا نبي الله لقد جئت إليّ شيئا ما جئت إلى أحد من أزواجك في يومي وفي دوري وعلى فراشي قال : «ألا ترضين أن أحرمها فلا أقربها» قالت : بلى فحرمها وقال لها «لا تذكري ذلك لأحد» فذكرته لعائشة فأظهره الله عليه فأنزل الله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ) الآيات كلها. فبلغنا أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كفر عن يمينه وأصاب جاريته.
وقال الهيثم بن كليب في مسنده : حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ، حدثنا مسلم بن إبراهيم ، حدثنا جرير بن حازم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن عمر قال : قال النبي صلىاللهعليهوسلم لحفصة : «لا تخبري أحدا وإن أم إبراهيم علي حرام» فقالت : أتحرم ما أحل الله لك؟ قال : «فو الله لا أقربها» قال : فلم يقربها حتى أخبرت عائشة. قال : فأنزل الله تعالى : (قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ) وهذا إسناد صحيح ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة ، وقد اختاره الحافظ الضياء المقدسي في كتابه المستخرج.
وقال ابن جرير (٢) أيضا : حدثني يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا ابن علية ، حدثنا هشام الدستوائي قال : كتب إلي يحيى يحدث عن يعلى بن حكيم عن سعيد بن جبير أن ابن عباس كان يقول في الحرام يمين تكفرها ، وقال ابن عباس (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) [الأحزاب : ٢١] يعني أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم حرم جاريته فقال الله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ) ـ إلى قوله ـ (قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ) فكفر يمينه فصير الحرام يمينا ، ورواه البخاري (٣) عن معاذ بن فضالة عن هشام الدستوائي عن يحيى ، هو ابن أبي كثير ، عن ابن حكيم وهو يعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في الحرام يمين تكفر وقال ابن عباس : (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) ورواه مسلم (٤) من حديث هشام الدستوائي
__________________
(١) تفسير الطبري ١٢ / ١٤٩.
(٢) تفسير الطبري ١٢ / ١٤٩.
(٣) تفسير سورة ٦٦ ، باب ١.
(٤) كتاب الطلاق حديث ٢٠.