وقال الحافظ أبو يعلى : حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا عبيد الله ، حدثنا ابن عقيل عن جابر قال : بينا نحن في صلاة الظهر إذ تقدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم فتقدمنا معه ، ثم تناول شيئا ليأخذه ثم تأخر ، فلما قضى الصلاة قال أبي بن كعب : يا رسول الله صنعت اليوم في الصلاة شيئا ما كنت تصنعه ، قال : «إنه عرضت علي الجنة وما فيها من الزهرة والنضرة ، فتناولت منها قطفا من عنب لآتيكم به فحيل بيني وبينه ، ولو أتيتكم به لأكل منه من بين السماء والأرض لا ينقص منه» (١) وروى مسلم من حديث أبي الزبير عن جابر نحوه.
وقال الإمام أحمد (٢) : حدثنا علي بن بحر ، حدثنا هشام بن يوسف ، أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عامر بن زيد البكالي أنه سمع عتبة بن عبد السلمي يقول : جاء أعرابي إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فسأله عن الحوض وذكر الجنة ثم قال الأعرابي : فيها فاكهة؟ قال : «نعم وفيها شجرة تدعى طوبى». قال : فذكر شيئا لا أدري ما هو ، قال : أي شجر أرضنا تشبه؟ قال : «ليست تشبه شيئا من شجر أرضك؟» فقال النبي صلىاللهعليهوسلم أتيت الشام؟ قال : لا. قال : «تشبه شجرة بالشام تدعى الجوزة تنبت على ساق واحدة وينفرش أعلاها». قال : ما عظم العنقود؟ قال : «مسيرة شهر للغراب الأبقع لا يفتر». قال : ما عظم أصلها؟ قال : «لو ارتحلت جذعة من إبل أهلك ما أحاطت بأصلها حتى تنكسر ترقوتها هرما» قال : فيها عنب؟ قال : «نعم» قال : فما عظم الحبة؟ قال : «هل ذبح أبوك تيسا من غنمه قط عظيما؟» قال : نعم ، قال : «فسلخ إهابه فأعطاه أمك فقال اتخذي لنا منه دلوا؟» قال : نعم. قال الأعرابي : فإن تلك الحبة لتشبعني وأهل بيتي؟ قال : «نعم وعامة عشيرتك».
وقوله تعالى : (لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ) أي لا تنقطع شتاء ولا صيفا بل أكلها دائم مستمر أبدا ، مهما طلبوا وجدوا لا يمتنع عليهم بقدرة الله شيء ، وقال قتادة : لا يمنعهم من تناولها عود ولا شوك ولا بعد ، وقد تقدم في الحديث «إذا تناول الرجل الثمرة عادت مكانها أخرى» وقوله تعالى : (وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ) أي عالية وطيئة ناعمة قال النسائي وأبو عيسى الترمذي : حدثنا أبو كريب ، حدثنا رشدين بن سعد عن عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد عن النبي صلىاللهعليهوسلم في قوله تعالى : (وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ) قال : «ارتفاعها كما بين السماء والأرض ومسيرة ما بينهما خمسمائة عام (٣) ثم قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن سعد ، قال : وقال بعض أهل العلم : معنى هذا الحديث ارتفاع الفرش في الدرجات وبعد ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض ، هكذا قال إنه لا يعرف هذا إلا من رواية رشدين بن سعد ، وهو المصري وهو ضعيف ، وهكذا رواه أبو جعفر بن جرير عن أبي
__________________
(١) أخرجه أحمد في المسند ٣ / ٣٥٣.
(٢) المسند ٤ / ١٨٤.
(٣) أخرجه الترمذي في الجنة باب ٨.