فيهم شريفا في قومه نسيبا رئيسا مطاعا ، كما قال الإمام أحمد (١) : حدثنا ابن نمير ، حدثنا هشام عن أبيه عن عبد الله بن زمعة قال : خطب رسول الله صلىاللهعليهوسلم فذكر الناقة وذكر الذي عقرها فقال : (إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها) انبعث لها رجل عارم عزيز منيع في رهطه مثل أبي زمعة» (٢) ورواه البخاري في التفسير ومسلم في صفة النار والترمذي والنسائي في التفسير من سننيهما ، وكذا ابن جرير (٣) وابن أبي حاتم عن هشام بن عروة به.
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا إبراهيم بن موسى ، حدثنا عيسى بن يونس ، حدثنا محمد بن إسحاق ، حدثني يزيد بن محمد بن خثيم عن محمد بن كعب القرظي عن محمد بن خثيم أبي يزيد ، عن عمار بن ياسر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لعلي : «ألا أحدثك بأشقى الناس؟» قال : بلى. قال : «رجلان أحيمر ثمود الذي عقر الناقة والذي يضربك يا علي على هذا ـ يعني قرنه ـ حتى تبتل منه هذه» يعني لحيته.
وقوله تعالى : (فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ) يعني صالحا عليهالسلام (ناقَةَ اللهِ) أي احذروا ناقة الله أن تمسوها بسوء (وَسُقْياها) أي لا تعتدوا عليها في سقياها فإن لها شرب يوم ولكم شرب يوم معلوم ، قال الله تعالى : (فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها) أي كذبوه فيما جاءهم به فأعقبهم ذلك أن عقروا الناقة التي أخرجها الله من الصخرة آية لهم وحجة عليهم (فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ) أي غضب عليهم فدمر عليهم (فَسَوَّاها) أي فجعل العقوبة نازلة عليهم على السواء.
قال قتادة : بلغنا أن أحيمر ثمود لم يعقر الناقة حتى بايعه صغيرهم وكبيرهم وأنثاهم وذكرهم ، فلما اشترك القوم في عقرها دمدم الله عليهم بذنبهم فسواها. وقوله تعالى : (وَلا يَخافُ) وقرئ فلا يخاف (عُقْباها) قال ابن عباس : لا يخاف الله من أحد تبعة ، وكذا قال مجاهد والحسن وبكر بن عبد الله المزني وغيرهم ، وقال الضحاك والسدي : (وَلا يَخافُ عُقْباها) أي لم يخف الذي عقرها عاقبة ما صنع ، والقول الأول أولى لدلالة لسياق عليه والله أعلم. آخر تفسير سورة والشمس وضحاها ، ولله الحمد والمنة.
تفسير سورة الليل
وهي مكية
تقدم قوله عليه الصلاة والسّلام لمعاذ : «فهلا صليت ب (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) [الأعلى :
__________________
(١) المسند ٤ / ١٧.
(٢) أخرجه البخاري في تفسير سورة ٩١ ، باب ١ ، ومسلم في الجنة حديث ٤٩ ، والترمذي في تفسير سورة ٩١.
(٣) تفسير الطبري ١٢ / ٦٠٥.