ليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء ، اقض عنا الدين وأغننا من الفقر» السري بن إسماعيل هذا هو ابن عم الشعبي وهو ضعيف جدا والله أعلم.
وقال أبو عيسى الترمذي (١) عند تفسير هذه الآية : حدثنا عبد بن حميد وغير واحد المعنى واحد قالوا حدثنا يونس بن محمد ، حدثنا شيبان بن عبد الرّحمن عن قتادة قال حدث الحسن عن أبي هريرة قال : بينما نبي الله صلىاللهعليهوسلم جالس وأصحابه إذ أتى عليهم سحاب فقال نبي الله صلىاللهعليهوسلم : هل تدرون ما هذا؟ قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : هذا العنان (٢) هذه روايا (٣) الأرض تسوقه إلى قوم لا يشكرونه ولا يدعونه (٤). ثم قال : هل تدرون ما فوقكم؟ قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : فإنها الرقيع (٥) سقف محفوظ وموج مكفوف (٦). ثم قال : هل تدرون كم بينكم وبينها؟ قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : بينكم وبينها خمسمائة سنة. ثم قال : هل تدرون ما فوق ذلك؟ قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : فإن فوق ذلك سماء بعد ما بينهما مسيرة خمسمائة سنة ـ حتى عد سبع سماوات ـ ما بين كل سماءين كما بين السماء والأرض ثم قال : هل تدرون ما فوق ذلك؟ قالوا : الله ورسوله أعلم قال : فإن فوق ذلك العرش وبينه وبين السماء مثل بعد ما بين السماءين ، ثم قال : هل تدرون ما الذي تحتكم؟ قالوا : الله ورسوله أعلم. قال فإنها الأرض. ثم قال : هل تدرون ما الذي تحت ذلك. قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : فإن تحتها أرضا أخرى بينهما مسيرة خمسمائة سنة ـ حتى عد سبع أرضين ـ بين كل أرضين مسيرة خمسمائة سنة ، ثم قال : والذي نفس محمد بيده لو أنكم دليتم حبلا إلى الأرض السفلى لهبط على الله ثم قرأ : (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).
ثم قال الترمذي : هذا حديث غريب من هذا الوجه ، ويروى عن أيوب ويونس يعني ابن عبيد وعلي بن زيد وقالوا : لم يسمع الحسن من أبي هريرة. وفسر بعض أهل العلم هذا الحديث فقالوا : إنما هبط على علم الله وقدرته وسلطانه ، وعلم الله وقدرته وسلطانه في كل مكان وهو على العرش كما وصف في كتابه ، انتهى كلامه.
وقد روى الإمام أحمد (٧) هذا الحديث عن سريج عن الحكم بن عبد الملك عن قتادة عن الحسن عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، فذكره وعنده بعد ما بين الأرضين مسيرة سبعمائة عام
__________________
(١) كتاب التفسير ، تفسير سورة ٥٧ ، باب ١.
(٢) العنان : السحاب.
(٣) الروايا : جمع راوية ، والروايا من الإبل : الحوامل للماء.
(٤) لا يدعونه : أي لا يعبدونه.
(٥) الرقيع : اسم لسماء الدنيا.
(٦) موج مكفوف : أي ممنوع من الاسترسال.
(٧) المسند ٢ / ٣٧٠.