أغرّ عليه للنبوة خاتم |
|
من الله من نور يلوح ويشهد (١) |
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه |
|
إذا قال في الخمس المؤذن أشهد |
وشقّ له من اسمه ليجلّه |
|
فذو العرش محمود وهذا محمد |
وقال آخرون : رفع الله ذكره في الأولين والآخرين ونوه به حين أخذ الميثاق على جميع النبيين أن يؤمنوا به ، وأن يأمروا أممهم بالإيمان به ، ثم شهد ذكره في أمته فلا يذكر الله إلا ذكر معه ، وما أحسن ما قال الصرصري رحمهالله :
لا يصحّ الأذان في الفرض إلا |
|
باسمه العذب في الفم المرضي |
وقال أيضا :
ألم تر أنا لا يصحّ أذاننا |
|
ولا فرضنا إن لم نكرّره فيهما |
وقوله تعالى : (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) أخبر تعالى أن مع العسر يوجد اليسر ثم أكد هذا الخبر. قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا محمود بن غيلان ، حدثنا حميد بن حماد بن أبي خوار أبو الجهم ، حدثنا عائذ بن شريح قال : سمعت أنس بن مالك يقول كان النبي صلىاللهعليهوسلم جالسا وحياله حجر ، فقال : لو جاء العسر فدخل هذا الحجر لجاء اليسر حتى يدخل عليه فيخرجه» فأنزل الله عزوجل : (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) ورواه أبو بكر البزار في مسنده عن محمد بن معمر ، عن حميد بن حماد ولفظه : «لو جاء العسر حتى يدخل هذا الحجر لجاء اليسر حتى يخرجه» ثم قال : (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) ثم قال البزار : لا نعلم رواه عن أنس إلا عائذ بن شريح.
[قلت] وقد قال فيه أبو حاتم الرازي : في حديثه ضعف ، ولكن رواه شعبة عن معاوية بن قرة عن رجل عن عبد الله بن مسعود موقوفا. وقال ابن أبي حاتم : حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح ، حدثنا أبو قطن ، حدثنا المبارك بن فضالة عن الحسن قال : كانوا يقولون لا يغلب عسر واحد يسرين اثنين.
وقال ابن جرير (٢) : حدثنا ابن عبد الأعلى ، حدثنا ابن ثور عن معمر عن الحسن ، قال: خرج النبي صلىاللهعليهوسلم يوما مسرورا فرحا وهو يضحك وهو يقول : «لن يغلب عسر يسرين ، لن يغلب عسر يسرين ، فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا» وكذا رواه من حديث عوف الأعرابي ويونس بن عبيد عن الحسن مرسلا.
وقال سعيد عن قتادة : ذكر لنا أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم بشر أصحابه بهذه الآية فقال : «لن يغلب
__________________
(١) الأبيات في ديوان حسان بن ثابت ص ٣٣٨ ، والبيت الثالث في خزانة الأدب ١ / ٢٢٣.
(٢) تفسير الطبري ١٢ / ٦٢٨.