وقال ابن جرير (١) : حدثني إسماعيل بن موسى ، حدثنا الحسن بن عيسى الحنفي ، عن معمر عن الزهري عن أبي حازم عن ابن عباس قال : بينما رسول الله صلىاللهعليهوسلم في المدينة إذ قال : «الله أكبر! الله أكبر! جاء نصر الله والفتح! جاء أهل اليمن ـ قيل يا رسول الله وما أهل اليمن؟ قال ـ قوم رقيقة قلوبهم ، لينة طباعهم ، الإيمان يمان ، والفقه يمان ، والحكمة يمانية» ثم رواه عن الأعلى عن ابن ثور عن معمر عن عكرمة مرسلا.
وقال الطبراني : حدثنا زكريا بن يحيى ، حدثنا أبو كامل الجحدري ، حدثنا أبو عوانة عن هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس قال : لما نزلت (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ) حتى ختم السورة قال : نعيت لرسول الله صلىاللهعليهوسلم نفسه حين نزلت ، قال : فأخذ بأشد ما كان قط اجتهادا في أمر الآخرة ، وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعد ذلك «جاء الفتح ونصر الله ، وجاء أهل اليمن» فقال رجل : يا رسول الله وما أهل اليمن؟ قال : «قوم رقيقة قلوبهم ، لينة طباعهم ، الإيمان يمان ، والفقه يمان».
وقال الإمام أحمد (٢) : حدثنا وكيع عن سفيان عن عاصم عن أبي رزين عن ابن عباس قال: لما نزلت (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ) علم النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قد نعيت إليه نفسه ، فقيل إذا جاء نصر الله والفتح السورة كلها ، حدثنا وكيع عن سفيان عن عاصم عن أبي رزين أن عمر سأل ابن عباس عن هذه الآية (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ) قال : لما نزلت نعيت إلى رسول اللهصلىاللهعليهوسلم نفسه (٣).
وقال الطبراني : حدثنا إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي ، حدثنا أبي ، حدثنا جعفر بن عون عن أبي العميس ، عن أبي بكر بن أبي الجهم عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال : آخر سورة نزلت من القرآن جميعا (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ).
وقال الإمام أحمد (٤) أيضا : حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي البختري الطائي ، عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : لما نزلت هذه السورة (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ) قرأها رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى ختمها فقال : «الناس حيّز وأنا وأصحابي حيّز ـ وقال ـ لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية» فقال له مروان : كذبت ، وعنده رافع بن خديج وزيد بن ثابت قاعدان معه على السرير ، فقال أبو سعيد : لو شاء هذان لحدثاك ، ولكن هذا يخاف أن تنزعه عن عرافة قومه. وهذا يخشى أن تنزعه عن الصدقة. فرفع مروان عليه الدرة
__________________
(١) تفسير الطبري ١٢ / ٧٢٩.
(٢) المسند ١ / ٣٤٤.
(٣) أخرجه أحمد في المسند ١ / ٣٥٦.
(٤) المسند ٣ / ٢٢ ، ٥ / ١٨٧.