ونلخص المعلومات الواردة في هذه الرسالة وغيرها حول رحلات الفيض كما يلي :
إنّه سافر إلى أصبهان في العشرين من عمره ، أي في سنة ١٠٢٧ ـ بناء على أنّ سنة ولادته هي: ١٠٠٧.
رحل إلى شيراز في نفس السنة بناء على أنّ وفات السيد ماجد البحراني كانت في سنة ١٠٢٨ ، وصرح الفيض أنه أقام عنده مدّة وأخذ منه إجازة ، فلا أقلّ أن يكون ذلك في سنتين أو ما يقرب منها.
والظنّ الغالب أنّه رجع إلى أصبهان في نفس السنة ، وقد صرح أنّه بعد الرجوع إلى أصبهان والاستفادة من الشيخ البهائي وأخذ إجازة الحديث منه سافر إلى الحج وبعد الرجوع من الحج والطواف في بعض البلاد وصل إلى صدر المتألهين في قم ، فيمكن أن نحدس أنّه كان حوالي سنة ١٠٣٢.
وقد أقام في قم ثماني سنين ـ على ما صرّح به ـ وبنى ببنت صدر المتألهين فيه ، ثمّ رحل معه إلى شيراز بعد سنة ١٠٣٩ ، إذ فيها ولد ابنه علم الهدى في قم ، فكان الفيض فى هذه السنة ساكنا في قم ، فالرجوع إلى شيراز وقع في هذه السنة أو بعدها. وعلى هذا لا يصح ما جاء في بعض المصادر (١) من أنَّ رجوع صدر المتألهين إلى شيراز كان بأمر الشاه عباس الأول الصفوي ، فإنّ هذا السلطان توفّى سنة ١٠٣٨ ، والفيض كان بعد هذه
__________________
ـ وليست في هذه الرسالة زيادة على ما في شرح الصدر غير أنّه قال فيها : «... وإنّي كنت برهة من الزمان أعيش مع جماعة من الأطفال والعيال بلا كسب ولا وقف ولا وظيفة ولا سؤال ، ولا قبول تصديق ولا إدرار من شبهة أو حلال ، وما كان لي صناعة ولا بضاعة سوى غنى النفس ؛ بل كنت قد ورثت من والدي ـ طاب ثراه ـ من الحلال ما لو كان وظيفة عام لأحدكم لاستقله غاية الاستقلال ، كنت قد أودعته عند من يتّجر لي به ـ وكنت اكافيه على تجارته بشيء من ربحه لئلا يكون لمخلوق عليّ منّة ـ وكان يعطيني من ربحه ما أكتفي به وأقنع ، وبالقناعة به أشبع ؛ وكنت معرضا عن الإنفاق في الفضول ، ورضيت عن نفسي بترك مروّة للإعطاء ، لما رأيت أن المروّة في التعفّف أكثر منه في الإعطاء ...».
(١) ـ عالم آراى عباسى.