فوضعت (١) لكل من العلمين كتابا مفردا ، سمّيت العقليّ منها ب «عين اليقين في اصول اصول الدين» والشرعيّ ب «علم اليقين في اصول الدين». والثاني متقدّم على الأول في رتبة التعلم وأعمّ نفعا ، إلا أنّ الأول هو الأصل بالنسبة إليه والموضح لمتشابهاته لمن كان له أهليّة ذلك من الخواصّ ، وليس للآخرين فيه نصيب ...».
وبهذه التصريحات من مؤلف الكتابين يعلم مدى صلة الكتابين والنسبة بينهما ، وغرض الفيض ـ قدسسره ـ من تأليفهما ، فإذا كان غرضه من علم اليقين ، عرض علم الكلام في ثوب إسلاميّ جديد ، فالهدف من تأليف عين اليقين كان نظير ذلك بالنسبة إلى الحكمة المتعالية بنحو بارز وملموس.
والكتاب في القسم الكبير منه تلخيص وتقرير لما في الأسفار الأربعة أو في سائر تأليفات استاذه (٢) صدر المتألهين ـ قدسسره ـ مع تأييده بالقرآن والحديث
__________________
(١) ـ من هنا إلى آخر المنقول غير موجود في المطبوعة من عين اليقين ولكنه موجود في مخطوطة من الكتاب كتبت عن نسخة الأصل المحفوظة في مكتبة المشهد الرضوي عليهالسلام رقم (٧٨١٨):. والمعلوم أنّ هذه الزيادة من الاستدراكات التي أضافها مؤلفها في مراجعاته بعد إتمام تأليف الكتاب ـ كما هو معهود منه في سائر كتبه ـ فإن علم اليقين مصنّف بعد مضيّ ستّ سنوات عن الفراغ عن تأليف عين اليقين ، ولذلك أيضا خلت عنه النسخة التي كانت مستند الطبعة الموجودة ، فإنها كانت مستنسخة عن الكتاب ـ على ما يظهر ـ قبل هذا الاستدراك.
على أن ذكر اسم علم اليقين في كتاب عين اليقين لا تنحصر بهذا المورد ، فقد سمّاه وأشار إليه في مواضع متفرّقة منه مثل : ص ٢٩٣ و ٢٩٦ وغيرها.
(٢) ـ هذا الكلام يظهر بسهولة لكل من طابق بين هذا الكتاب وتأليفات صدر المتألهين ، على أنّ مؤلفه صرح بذلك في كثير من المواضع في نفس الكتاب ، مثل ص ٢٤٩ : «قال استاذنا أدام الله أيام إفاداته». ص ٢٥٠: «قال استاذنا مدّ ظله». ص ٢٥٩ : «كذا حقّق استاذنا دام ظله هذه المباحث». ص ٢٦٥ : «وهذا التقسيم مما استفدناه من استاذنا سلمه الله». ص ٣٠٤ : «ولكن ما اتفق إيضاحه كما اتفق لاستاذنا أدا الله أيام بركاته ... وها نحن ذاكروا برهانه وبيانه دام ظله ، فاستمع ...». وأمثال ذلك التصريحات كثيرة في الكتاب. ـ