وروايات أهل البيت عليهمالسلام. على أن هذا الاعتناء في علم اليقين أكثر من أخيه.
وبين محتوى الكتابين عموم وخصوص من وجه ، فإنهما اشتركا في كثير من المباحث ـ حتى لفظا ـ وافترقا في إيراد المطالب الحكمية في الثاني ، والاعتناء بإقناع علماء الظاهر في الأول.
ومن الموارد التي يظهر منها البون الشاسع بين طيف الكتابين أنّه أورد في عين اليقين (ص ٤٢٧) مطلبا حاكيا عن استاذه ومصرّحا باسمه ، وأورد نفس المطلب في علم اليقين (الباب ١٨ من المقصد الرابع ، فصل ٣) حاكيا عن قائل مجهول ومعبّرا عنه ب «قيل». على أن التصريح باسم صدر الحكماء كثير في العين ولكن في العلم يعبّر عنه ب «بعض المحققين» من دون تصريح باسمه في الأكثر.
ومن الفوارق المشهودة بين الكتابين أن البحث عن الوحدة الشخصيّة للوجود مبيّن ومصرّح به في العين ، ولكن غير مبحوث عنه في العلم ولا يشار إليه إلا رمزا. كما أنّه وردت أبواب في العين غير موجودة في العلم.
ولو ذهبنا نقارن الكتابين معا مقارنة سريعة تكون النتيجة مثل ما يلي :
(ص ٢٤٥ ـ ٢٨٨) (١) الوجود والعدم والعلم والجهل والنور والظلمة والإمكان والوجوب ، الماهيات والوحدة والكثرة والقدم والحدوث والقوة والفعل والعلة والمعلول والجوهر والعرض (٢٥٩ ـ ٢٨٨) وكذا مطالب متفرقة مثلها ـ لم يرد شيء منها في علم اليقين إلا نادرا.
(٢٨٨ ـ ٣٠١) في اصول النشآت ، ورد بعض المتفرقات منها في علم اليقين.
__________________
ـ ونلفت نظر القاري الكريم أن تأليف عين اليقين كان في العصر الذي كان للمؤلف الاتصال الكامل بصدر المتألهين ـ قدسسرهما ـ فقد أشرنا أنّه كان في هذه الأوان في قم عند صهره صدر المتألهين بشهادة تولد ابنه علم الهدى بعد ثلاث سنوات من تمام تأليف الكتاب كما جاء في مجموعة المواليد.
(١) ـ الأرقام لصفحات كتاب عين اليقين ، الطبعة الحجرية المطبوعة مع علم اليقين ومرآة الآخرة ، والكتاب يبدأ من ص ٢٣٦.