أبو سفيان الَّذي ما قامت راية حرب على إلنبيّ الّا وهو سائقها وقائدها وناعقها ، والَّذي أظهر الإسلام كرهاً وما زال يعلن بكفره وعدائه للاسلام ، وهو الَّذي يقول لما صارت الخلافة الى بني أُميَّة : تلقَّفوها يا بني اُميَّة تلقُّف الكرة ، فوالَّذي يحلف به أبو سفيان (١) ما من جنَّة ولا نار (٢)!!
نعم ، هذا بحكم المسلمين مات مسلماً (٣) ، وأبو طالب حامية الاسلام
__________________
للسيِّد أبي علي فخار بن سعد الموسوي.
٤ ـ شيخ الابطح ، أو أبو طالب : للسيِّد محمَّد علي آل شرف الدين الموسوي.
٥ ـ الشهاب الثاقب لرجم مكفِّر أبي طالب : للشيخ ميرزا محمّد الطهراني.
٦ ـ ضياء العالمين في فضائل الائمة المصطفين : للشيخ أبي الحسن الفتوني النجفي.
٧ ـ مواهب الواهب في فضائل أبي طالب : للشَّيخ جعفر إلنقدي.
٨ ـ أبو طالب مؤمن قريش : للشيخ عبدالله الخنيزي.
(١) أي باللات والعزى.
(٢) انظر : الاستيعاب ٤ : ٨٧ ، مروج الذهب ٣ : ٨٦.
(٣) وذلك والله من عجب العجاب ، فأنَّى تظل العقول مسترسلة في غيها وغفوتها ، وحتى مَ يبقى هذا الحجاب من الغفلة والجهل يطوي مكامن العقول ولباب الحقائق ، بل ومتى يتوقَّف البعض ولو قليلاً ليدرك عمق ما يتقوَّله دون حجة ولادليل ، ولا سلطان مبين ... فمَنْ هو أبي سفيان ، وما هو تأريخه ، بل وهل هو خافٍ على أحد ليأتي مَنْ يأتي في آخر الزمان ، مُردداً ارهاصات وتخرُّصات الامويين السقيمة لتجميل وجه شيخهم الكالح البغيض ، وهو ما نقرأه بين الأونة والأُخرى في كراسات وقصاصات صفراء متغضنة ، وإلاّ فهل خفي على أحد أنَّ هذا الرجل كان مِنْ أكثر المؤلِّبين على رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وقائد الاحزاب ، والمتعبِّد باللات والعزّى ؛ والذي انفق جلّ أمواله في محاربة الله ورسوله حتى نزل فيه ـ على ما يروي الرازي في تفسيره ـ قوله تعالى ( إنَّ الَّذينَ كَفَرُوا لَنْ تغني عَنهم أموالُهُم وَلا أولادُهُمٍ مِنَ اللهِ شَيئَا ) والذي ما نطق شهادتين إلا مُكرهاً ، مُسراً للعداوة ، مُبطناً للكفر ، مُتحيناً للفرص السانحة ، كيداً بالاسلام وأهله ، حتى لقد روت عنه الكثير من المصادر التاريخية المختلفة ، وكتب التراجم والسير العديد من الاخبار التي تطعن في صحة اسلامه ، وتشكك فيه ، ومن ذلك قوله لعثمان حين صارت الخلافة اليه : قد صارت اليك بعد تيم عدي ، فادرها كالكرة ، واجعل أوتادها بني اُمية ، فانَّما هو المُلك ، ولا أدري ما جنَّة ولا نار!!. انظر : الاستيعاب بهامش الاصابة ٤ : ٨٧.