...................................................
__________________
المبارك ـ ثم خالفوهم ، حيث قالوا بأنَّ الامامة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله لا تكون إلاّ في سبعة أئمة هم : علي بن أبي طالب ، وهو إمام رسول ، والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمَّد بن علي وجعفر بن محمّد بن اسماعيل ، وهو عندهم الامام القائم المهدي ، وهو رسول.
وزعم اولئك ـ على قول النوبختي وغيره ـ أنَّ رسالة النبي صلى الله عليه وآله قد انقطعت يوم غدير خم ، وانتقلت إلى علي عليه السلام!! وكذا حال اللاحقين عند وفاة السابقين لهم.
ثم أنَّ أصحاب هذه الفرقة يذهبون ـ على ما قيل عنهم ـ الى أنَّ الفرائض رموز واشارات ، وأمر بالاعتصام بالغائب المفقود ، وأباحوا جميع الملذات والمنكرات ، واستحلُّوا استعراض الناس بالسيف ، وغير ذلك مما ينسب اليهم من الضلالات ..
واما ابن الجوزي فقد ذكر في كتابه المعروف بـ ( تلبيس ابليس ) : أنَّ للمؤرِّخين في سبب تسميتهم بهذا قولان : أحدهما : أنَّ رجلاً من ناحية خوزستان قدم سواد الكوفة فاظهر الزهد ودعا الى إمام من أهل بيت الرسول صلوات الله عليه وعليهم ، ونزل على رجل يُقال له ( كرميتة ) لقِّب بهذه عينيه ، وهو بالنبطية حاد العين ، فاخذه أمير تلك الناحية فحبسه وترك مفتاح البيت تحت رأسه ونام ، فرقَّت له جارية فاخذت المفتاح ففتحت البيت وأخرجته وردت المفتاح إلى مكانه ، فلمّا طُلب ولم يوجد شاع الخبر وزاد افتتان الناس به ، فتوجه من هناك إلى الشام.
وأمّا وجه تسميته بذلك : فأنََّه أُسمي أوَّل الامر بـ ( كرميتة ) أي اسم الرجل الذي كان نازلاً عنده ، ثم خُفَف فقيل ( قرمط ) ثم توارث مكانه أهله وأولاده.
وقيل : أنّما عُرف حمدان هذا بقرمط من أجل قصر قامته وقصر رجليه وتقارب خطوه ، وكان يقال له : صاحب الخال ، والمدثر ، والمطوق.
وكان ابتداء أمره في سنة ( ٢٦٤ هـ ) وحيث كان ظهوره بسواد الكوفة ، واشتهر مذهبه بالعراق.
وللمؤرِّخين وكتّاب الفرق اراء اُخرى في نشأتهم وتسمية روّادهم الاوائل لا يسعنا هناك التعرًّض لها ، محيلين القارئ الكريم في ذلك إلى المصادر المختصة بهذا الباب.
راجع : فرق الشيعة : ٧٢ ، الفصول المختارة : ٢٥١ ، الشِّيعة بين الاشاعرة والمعتزلة : ٨٤ ، الفرق بين الفرق : ٢٢ ، الملل والنحل ١ : ١٦٧ و ١٩١ ، تأريخ الطبري ١٠ : ٢٣ ، الكامل في التاريخ ٧ : ٤٤٤ ، تلبيس ابليس : ١١٠.