تلك الفرق براءة التحريم (١).
__________________
(١) لقد كان موقف الائمة من أهل البيت عليهمالسلام حاداً وقطعياً في رد وتكفير الغلاة ، بل والبراءة منهم ، ونفي وجود أي صلة لهم بهم.
فهذا هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام يقول : « بُني الكفر على أربعة دعائم : الفسق ، والغلو ، والشك ، والشبهة ».
وأمّا الامام جعفر بن محمَّد الصادق عليه السلام فقد قال : « أدنى ما يخرج به الرجل من الايمان أنْ يجلس إلى غال فيستمع إلى حديثه ويصدقه على قوله ، إنَّ أبي حدَّثني عن أبيه عن جدِّه عليهم السلام : أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال : صنفان من أُمتي لا نصيب لهما في الاسلام : الغلاة ، والقدرية ».
وقال عليهالسلام مخاطباً أحد أصحابه : « أيا مرازم ، قُل لهم ( أي للغالية ) توبوا إلى الله تعالى ، فانًكم فسّاق ، كفّار ، مشركون ».
وقال عليه السلام مشيراً إلى نفي صلة اولئك الغلاة باهل البيت عليهم السَّلام : « لعن الله المغيرة بن سعيد ، ولعن الله يهودية كان يختلف اليها يتعلَّم منها السحر والشعبذة والمخاريق ، إنَّ المغيرة كذب على أبي فسلبه الله الايمان ، وإنَّ قوماً كذبوا عليَّ ، ما لهم أذاقهم الله حرَّ الحديد ... أبرأ الله مما قال في الاجدع البرّاد عبد بني أسد أبو الخطّاب لعنه الله ... أُشهدكم : إني امروٌ ولدني رسول الله صلى الله عليه وآله ، وما معي براءة من الله ، وإنْ أطعته رحمني ، وانْ عصيته عذبني ».
وقال مخاطباً أحد إلى الغلاة ( وهو بشار الشعيري ) : « أخرج عنِّي لعنك الله ».
وأمّا الامام الرضا عليهالسلام فقد قال عنهم : « كان بيان بن سمعان يكذب على علي بن الحسين عليهالسلام ، فاذاقه الله تعالى حرَّ الحديد ، وكان اَلمغيرة بن سعيد يكذب على أبي جعفر عليهالسلام ، فاذاقه الله تعالى حر الحديد ، وكان محمَّد بن بشير يكذب على أبي الحسن موسى عليهالسلام فأذاقه الله تعالى حرَّ الحديد ، وكان أبو الخطّاب يكذب على أبي عبدالله عليهالسلام فم ذاقه الله تعالى حرَّ الحديد ».
بل وترى الائمة عليهم السلام يحذِّرون شيعتهم من أحاديث كان ينتحلها اولئك الغلاة على ألسِنة الائمة عليهم السلام ، في محاولة منهم ـ لعنهم الله تعالى ـ لكسب الانصار والمؤيدين لهم ، فقد روي عن الامام الصادق عليه السلام قوله محذّراً الشِّيعة من الوقوع في حبائلهم : « لا تقبلوا علينا حديثاً إلا ما وافق القرآن والسنَّة ، أو تجدون معه شاهداً من أحاديثنا المتقدِّمة ، فانّ المغيرة بن سعيد ـ لعنه الله ـ دسَّ في كتب اصحاب أبي أحاديث لم يُحدِّث بها أبي ، فاتقوا الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربِّنا تعالى وسنَّة نبينا محمَّد صلى الله عليه