على أنّ تلك الفرق لا تقول بمقالة النصارى ، بل خلاصة مقالتهم ـ بل صلالتهم ـ : أنَّ الامام هو اللهّ سبحانه ظهوراً أو اتحاداً أو حلولاً ، أو نحو ذلك مما يقول به كثير من متصوِّفة الاسلام ومشاهير مشايخ الطرق ، وقد ينقل عن الحلاّج بل والكيلاني والرفاعي والبدوي وأمثالهم من الكلمات ـ وان شئت فسمِّها كما يقولون شطحات ـ ما يدل بظاهره على أنَّ لهم منزلة فوق الربوبية ، وأنَّ لهم مقاماً زائداً عن الالوهية ( لو كان ثمََّة موضع لمزيد ) وقريب من ذلك ما يقول به أرباب وحدة الوجود أو الموجود.
__________________
وآله ».
وقال عليهالسلام ايضاً : « كان المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب على أبي ويأخذ كتب أصحابه ، وكان أصحابه المتسترون باصحاب أبي يأخذون الكتب من أصحاب أبي فيدفعونها إلى المغيرة ، فكان يدس فيها الكفر والزندقة ، ويسندها إلى أبي ، ثم يدفعها إلى اصحابه فيأمرهم أنْ يُثبتوها في الشِّيعة ، فكلما كان في كتب أصحاب أبي من الغلو فذلك مما دسه المغيرة بن سعيد في كتبهم ».
واذا كان ذلك ديدن أئمتنا عليهم التحية والسَّلام ، فانَّ ذلك بلا شك منهج أتباعهم وشيعتهم ، وتجد ذلك واضحاً في مؤلفات أصحابنا رحمهم الله تعالى برحمته الواسعة ، المتخصصة بهذا الموضوع ، فهم يحكمون عليهم بلا ترديد بالضلال والكفر ، ومن ذلك قول شيخنا المفيد رحمه الله تعالى عنهم : وهم ضلّال كفّار ، حَكَمَ فيهم أمير المؤمنين عليه السلام بالقتل والتحريق بالنار ، وقضت عليهم الائمة عليهم السَّلام بالاكفار والخروج عن الاسلام.
وامّا النوبختي فقد قال عنهم بعد أنْ استعرض فرقهم : فهذه فرق أهل الغلو ممّن انتحل التشيُّع ، والى الخرميدنية ، والمزدكية ، والزنديقية ، والدهرية مرجعهم جميعاً ، لعنهم الله تعالى.
وغير ذلك مما يجده القارئ الكريم عند البحث والمراجعة فراجع : فرق الشِّيعة : ٤١ ، أوائل المقالات : ٢٣٨ ، الكافي ٢ : ٢٨٨|١ ( باب دعائم الكفر وشعبه ) ، الخصال ١ : ٧٢|١٠٩ ، رجال الكشي : ٢٢٤ و ٢٢٥ و ٣٠٢ و ٣٩٨ ، الشِّيعة بين الاشاعرة والمعتزلة : ٥١ وما بعدها.