آخرون من طرق اُخرى تدل على شهرته عند أرباب الحديث (١).
والزمخشري في ( ربيع الأبرار ) يروي عن رسول الله [ صلىاللهعليهوآله ] أنَّه قال : « يا علي ، إذا كان يوم القيامة أخذتُ بحجزة الله تعالى ، وأخذتُ أنت بحجزتي ، وأخذ وُلْدِكَ بحجزتك ، واخذ شيعة ولْدِكَ بحجزتهم ، فترى أين يؤمر بنا » (٢).
ولو أراد المتتبع [ لـ ] كتب الحديث ، مثل : مسند الامام أحمد بن حنبل ، وخصائص النسائي ، وأمثالهما أنْ يجمع أضعاف هذا القدر لكان سهلاً عليه.
وإذا كان نفس صاحب الشريعة الاسلامية صلىاللهعليهوآله يُكرر ذكر شيعة علي عليهالسلام ويُنَوِّه عنهم بأنَّهم هُمُ الآمنون يوم القيامة ، وهم الفائزون والراضون المرضيون ، ولا شك أنَّ كلُّ معتقد بنبوته يصدقه فيما يقول ، وأنَّه لا ينطق عن الهوى إنْ هو إلّا وحي يوحى (٣) ، فإذا لم يصر كلُّ أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله شيعة لعلي عليهالسلام فبالطبع والضرورة تلفت تلك الكلمات نظر جماعة منهم أن يكونوا ممَّن ينطبق عليه ذلك الوصف بحقيقة معناه ، لا بضرب من التوسّع والتأويل.
نعم ، وهكذا كان الأمر ، فإنَّ عدداً ليس بالقليل اختصوا في حياة النبي صلىاللهعليهوآله بعلي عليهالسلام ولازموه ، وجعلوه إماما كمبلِّغٍ عن
__________________
(١) راجع : كتاب فضائل الخمسة من الصحاح الستة للسيد مرتضى الحسيني ، وكتاب إحقاق الحقِّ وإزهاق الباطل للسيِّد التستري ، وغيرهما من المصادر المختصة بايراد هذه الاحاديث الواردة في كتب العامة ، حيث تجد الكثير الكثير من هذه الروايات وبطرقها المختلفة.
(٢) ربيع الابرار ١ : ٨٠٨.
(٣) إشارة إلى قوله تعالى في حق رسوله الكريم مُحَمَدٍ صلىاللهعليهوآله في سورة النجم ( ٥٣ : ٣ ـ ٤ ) : ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى * إنْ هُوَ إلأ وَحي يُوحى ).