ثم إنَّ صاحب الشريعة لم يزل يتعاهد تلك البذرة ، ويسقيها بالماء النمير العذب من كلماته وإشاراته ، في أحاديث مشهورة عند أئمة الحديث من علماء السنَّة ، فضلاً عن الشِّيعة ، وأكثرها مروي في الصحيحين ، مثل : قوله صلىاللهعليهوآله : « عليٌ مني بمنزلة هارون من موسى » (١).
ومثل : « لا يحبك إلاّ مؤمن ، ولا يبغضك إلاّ منافق » (٢).
وفي حديث الطائر : « اللّهم ائتني بأحب خلقك إليك » (٣).
__________________
معروفة ممَن يُسمَّون بالصحابة هم والله أشد ضرراً وكلَباً على الاسلام وأهله من النصارى واليهود ، فليس هذا المكان المحدود بمحل مستساغ لهذا المبحث المهم ، إلاّ إنِّي أعتقد بأنَّ القول بعدالة جميع الصحابة ـ والذي كان أوَّل من دعا اليه أهل الحديث ثم أصبح بعد ذلك عقيدة ثابتة من العقائد التي مُنحت على أساسها تلك الجماعات سهماً في التشريع الاسلامي ، بل وأنْ تكون لهم سنن كسنن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، بل وأنْ تكون آرائهم حجة على الناس الى يوم القيامة ـ كان من بدع الفئات المنحرفة عن أهل البيت عليهمالسلام ، والمناصرة لفساد معاوية بن أبي سفيان ، وبسر بن ارطاة ، وسمرة من جندب ، وعمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة ، ومعاوية بن حديج وغيرهم ممَّن لاعذر لهم في كثير من أفعالهم الفاسدة ، ولا يستطيع أحد تقديم العذر لهم فيها ، إلاّ طريق نسبة العدالة اليهم ، وكذا نسبَّة حق الاجتهاد لهم حتى ولو كان ذلك قِبالة النصً ، فعمدوا إلى ذلك ، وتشبَّثوا به ، فصار هذا الخليط الممجوج الهجين سنَّة سارت عليها الجماعات اللاحقة بهم دون أدنى وقفة أو مراجعة لمدى صواب ذلك المنهج الخاطئ والمردود.
(١) انظر : صحيح البخاري ٥ : ٢٤ ، سنن ابن ماجة ١ : ٥٢|١١٤ ، صحيح مسلم ٤ : ٢٤٠٤ ، سنن الترمذي ٥ : ٦٣٨|٣٧٢٤ و ٦٤٠|٣٧٣١ ، اُسد الغابة٥ : ٨ ، الرياض النضرة ٣ : ١١٧ ، تاريخ بغداد ٤ : ٢٠٤ ، حلية الاولياء ٧ : ١٩٤ ، ترجمة الامام علي عليهالسلام من تاريخ دمشق ١ : ١٢٤.
(٢) أنظر : صحيح البخاري ٥ : ٨٦|١٣١ ، صحيح الترمذي ٥ : ٦٣٥|٣٧١٧ ، سنن ابن ماجة ١ : ٤٢ / ١١٤ ، تأريخ بغداد ٢ : ٢٥٥ ، و ٨ : ٤١٧ و ١٤ : ٤٢٦ ، حلية الاولياء ٤ : ١٨٥ ، الرياض النضرة ٣ : ١٨٩.
(٣) انظر : سنن الترمذي ٥ : ٦٣٦|٣٧٢١ ، اُسد الغابة ٤ : ٣٠ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٣٠ ، الرياض النضرة ٣ : ١١٤ ، حلية الاولياء ٦ : ٣٣٩ ، ترجمة الامام علي عليهالسلام من