...................................................
__________________
هواه وهوى الشيطان فانَّ الشَّريعة الاسلامية هي التي تنبذه لا نحن ، وتلك بديهية لا أعتقد أنَّها تحتاج الى برهان.
فهل نأتي نحن المسلمين في آخر الزمان ضاربين عرض الحائط باقوال رسول الله صلى الله عليه وآله بحقَ هذه الطائفة ممّن أحدثوا وبدَّلوا وغيَّروا وانحرفوا لنترحَّم عليهم ، ونبجِّلهم ونقدِّمهم ، دون وعي أو تدبُّر أو دليل؟! إنَّ ذلك لا يقول به عاقل أبداً.
ثم أعود فأسال : مَنْ كان أصحاب الافك الذين آذوا رسول الله صلى الله عليه وآله ، واتهموه في عرضه ، والذين توعدهم اللهّ تعالى بالعقاب الاليم والعذاب الشديد ، هل كانوا إلاّ جماعة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله ، أم ماذا؟
بل ومَنْ اولئك الذين ارادوا الكيد برسول الله صلى الله عليه وآله وقتله عند عودته من تبوك ، هل كانوا ايضاً إلاّ من صحابته صلى الله عليه وآله ( راجع : مسند أحمد٥ : ٤٥٣ ، مغازي الواقدي ٣ : ١٠٤٢ ، دلائل النبوة للبيهقي ٥ : ٢٥٦ ، وغيرها ).
ثم ماذا يعني هذا التكرار الواضح في آيات القرآن الكريم المحذِّرة من كيد المنافقين الذين أظهروا الايمان وأسرّوا الكفر والمعاداة ، حتى لقد بلغ عدد المرَّات التي وردت فيها كلمة المنافقين والمنافقات في القرآن الكريم ( ٣٢ ) مرة.
وأخيراً أعود فأسال العقلاء : كيف تستسيغ العقول أنْ تضفي مسالة العدالة والنزاهة على جميع الصحابة دون استثناء أو تأمُّل في سيرة ذلك الصحابي وعرض أفعاله على المقياس الشرعي الذي أقرَّته الشريعة الاسلامية الخالدة لا لشيء إلاّ لانَّه رأى رسول الله صلى الله عليه وآله أوصحبه ، وكأنَّ في تلك الصحبة تنزيهاً أو عصمة من الادانة والمحاسبة ، وجوازاً للفوز بالرضا الالهي ، مهما فعل هذا الصحابي وأسرف وخالف ، رغم مخالفة ذلك التصوُّر السقيم لابسط المفاهيم الاسلامية المعروفة لدى جميع المسلمين؟! إنَّ ذلك والله لمن عجائب الامور. كيف وأنَّ الله تبارك وتعالى قد هدد زوجات الرسول صلى الله عليه وآله ـ وهنِّ أقرب اليه صلى الله عليه وآله ، واشد تماسَّاً به من جميع الصحابة ـ بمضاعفة العذاب إذا ارتكبنَّ ما يُخالف الشريعة الاسلامية ، دون نظر منه تبارك وتعالى إلى شدة هذا التماس هذا القرب ، إذ قال جلَّ اسمه في سورة الاحزاب ( الآية ٣٠ ) : ( يا نساء النبي منْ يَأتِ منكُنَّ بفاحِشَةٍ مُبَيِّنَتةٍ يُضاعَف لَها العَذابُ ضِعْفَينِ وَكانَ ذلك على اللهِ يَسيراً ) فاذا كان الامر وفق هذَا المفهوم فانَّ من يُخالف من الصحابة يجب أنْ يًضاعف عليه النكير ، لانَّه أساء إلى شرف الصحبة وكرامتها.
نعم إنَّ لدينا ألف دليل ودليل على صحة ما نذهب إليه ، ولا أريد هنا استعراض جملة