...................................................
__________________
الله صلىاللهعليهوآله .
فهذه الآية القرآنية المباركة تحمل في طياتها الدليل الواضح على صحة هذا الاستثناء الذي نقول به ، والمؤيدة له ، حيث جاء في آخرها ( وَعَدَ الله الَذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصالِحاتِ مِنْهُم مَغفِرةً وَأجراً عَظيماً ) فكلمة ( منهم ) المبعِّضة تدل بوضوح على التمييز بين فئتين أو طائفتين ، احداهما مؤمنة عاملة ، والاخرى لابد أنْ تكون مخالفة لها. بلِ وفي قوله تعالى في نفس السورة ( الآية ١٠ ) ( إن الذينَ يُبايعُونَكَ إنما يُبايعُونَ الله َ يَدُ اللهِ فوقَ أيدِيهِم فَمَنْ نَكَثَ فَانما يَنكتُ عَلى نَفسِهِ وَمَنْ أوفى بمَا عاهَدَ عَلَيهَِ اللهَ فَسَيُؤتيهِ أجْراً عَظِيماً ) عين الدلالة ، وذات المعيار ، وغيرها وغيرها.
ثم أوَ ليس قد تواتر في كتب القوم المعروفة بالصحاح وغيرها الكثير من الاخبار الثابتة عن رسول الله صلىاللهعليهوآله الدالة بوضوح على انحراف جماعة معلومة ومبجلة من الصحابة معررفة بأعيانها ، ومن ذلك قوله صلىاللهعليهوآله المروي في البخاري ( ٨ : ١٤٨ ) : « انا فرطكم على الحوض ، وليُرفعنَّ رجالاً منكم ثم ليختلجنَّ دوني ، فأقول : ياربِّ أصحابي!
فيقال : إنَّك لاتدري ما أحدثوا بعدك ».
ومثله روى ذلك مسلم في صحيحه ( ٤ : ١٧٩٦ ) وأحمد في مسنده ( ٣ : ١٤٠ و ٢٨١ و ٥ : ٤٨ ، ٥٠ ، ٣٨٨ ، ٤٠٠ ).
وأمّا الحاكم النيسابوري فقد روى في مستدركه ( ٤ : ٧٤ ) : « إنِّي ـ أيُّها الناس ـ فرطكم على الحوض ، فاذا جئتُ قام رجل ، فقال هذا : يا رسول الله أنا فلان ، وقال هذا : يا رسول الله أنا فلان. فاقول : قد عرفتكم ، ولكنَّكم أحدثتم بعدي ورجعتم القهقرى ».
بل إنَّ ابن ماجة في سننه أضاف أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله يقول في حقِّ أصحابه أؤلئك « سُحقاً سُحقاً ».
ثم ألَم يمرعلينا حديث رسول الله صلى الله عليه وآله مع أبي بكر ـ وهو من كبار الصحابة وأعيانهم ـ عندما قال صلى الله عليه وآله عن شهداء اُحد : « هؤلاء أشهد عليهم » فقال له أبو بكر : ألَسنا ـ يا رسول الله ـ باخوانهم ، أسلمنا كما أسلموا ، وجاهدنا كما جاهدوا؟
فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : « بلى ، ولكن لا أدري ما تُحدثون بعدي ». انظر : موطأ مالك ٢ : ٤٦١|٣٢.
فانظر وتأمَّل في دلالة هذا الحديث ، ومَنْ هو المخاطَب ، لتدرك بوضوح أنَّ لا أحد مُستثنى من هذه الموازين الشرعية ، فمن خالف أوامر رسول الله صلى الله عليه وآله واتبع