والإسماعيلية (١) ،
__________________
ومن هنا فإنّ هذه الطائفة من الشِّيعة قد كوّنت لها آراء مستقلة وخاصة بها ، تختلف مع العقائد الشِّيعية الاساسية في العديد من الموارد المعروفة ، والتي توسَّعت مع الإيام نتيجة لانقساماتهم وتفرُّقهم ... وحيث يذهب المؤرِّخون الى أنهم انقسِّموا إلى ثلائة فرق : جارودية ، وسليمانية ، وبترية ، حين يضيف البعض الآخر اليهم فرقاً أكثر؟ وإن كان النوبختي يذهب الى أن فرق الزيدية تشعبت من الجارودية.
وأتباع هذه الفرقة ـ أو الفرق ـ يشكِّلون اولى الفرق الاسلامية من سكان اليمن في عصرنا الحاضر.
راجع : فرق الشِّيعة : ٢١ و ٥٥ ، أوائل المقالات : ٤٦ ، الفصول العشرة في الغيبة : ٢٧٣ ، الملل والنحل ١ : ١٥٤ ، الامام زيد : ٥ ، تأريخ المذاهب الاسلامية : ٤٤ ، الفرق بين الفرق : ٢.
(١) تفترق هذه الجماعة عن الشّيعة الإمامية بقولهم أن الإمامة بعد الامام جعفر بن محمَّد الصّادق عليهالسلام تنتقل لولده الأكبر اسماعيل ، لذهابهم إلى القول بنصِّ الإمام عليه دون ولده ، ولذا فهم بين من يقول بوفاته الثابتة في حياة أبيه إلاّ أنه يُرجع الامامة إلى ولده وأوَّلهم محمَّد بن اسماعيل؟ وبين من يقول ببقائه حيا إلى ما بعد وفاة أبيه ، وأنَّ أباه عليهالسلام أظهر موته خوفاً عليه من العبّاسيين.
وهكذا فانَّ هؤلاء ينقسمون إلى قسمين اثنين : القسم الاوّل منهم يقف على محمَّد بن اسماعيل ولا يتجاوزه إلى غيره ، والقسم الثاني يتعداه ويجعل الامامة في سبعة سبعة ، بين ظاهر ومستور ، أوّلهم محمّد بن اسماعيل ، ثم ولده جعفر المصدق ، ثم ولده محمد الحبيب ، وبعده عبدالله المهدي الذي ظهر في شمالي افريقيا والذي من ولدِه تكوّنت الدولة الفاطمية.
ومن ثم فانَّ هذه الجماعة وبمرور الزمن بدأت تأخذ لنفسها جملة مستقلة من الآراء والمعتقدات الخاصة به كنتيجة منطقية لتشعُّبهم وتفرُّقهم ، ولعل من أوضح ذلك قول جماعة منهم ـ وهم السبعية ـ بأنَّ الامامة تدور على سبعة سبعة ، كأيام الاسبوع والسموات والأرضين والافلاك ، وأنَّ السبعة الأُوَل أوَّلهم علي عليه السَّلام وآخرهم اسماعيل بن جعفر ، وهم يمثلون الدور الأول والذي يبتدأ الثاني منه بمحمَّد بن اسماعيل ومن يليه من الأئمة المستورين السائرين في البلاد سراً ، وأن الامام السابع ينسخ شرائع من تقدمه ... وهكذا.
اُنظر : فرق الشِّيعة : ٦٧ ، الفصول المختارة من العيون والمحاسن : ٣٠٨ ، الشِّيعة بين الاشاعرة والمعتزلة : ٧٨ ، تأريخ المذأهب الاسلامية : ٥٤ ، الملل والنحل ١ : ١٦٧.