ما لا يحصل لغيره.
هذا بيان إجمالي ، وذلك ان العلم في الصغر كالنقش في الحجر ، والعلم في الكبر كالنقش في المدر (٧٤٩).
(وأما التفصيل) فيدل عليه وجوه :
(الأول) قوله «ص» : اقضاكم علي (٧٥٠) ، والقاضي محتاج الى جميع انواع العلوم ، فلما رجحه على الكل في القضاء لزم ترجيحه عليهم في جميع العلوم ، أما سائر الصحابة فقد رجح كل واحد منهم على غيره في علم واحد كقوله «ص» : افرضكم زيد ، وأقرأكم أبي (٧٥١) ، وأعلمكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ، وأبو ذر اصدقكم لهجة.
وكان «ص» قد أوتي جوامع الكلم وخواتمه ، فلما ذكر لكل واحد فضيلة وأراد ان يجمعها لابن عمه بلفظ واحد ، كما ذكر لأولئك ذكره بلفظ يتضمن جميع ما ذكره في حقهم ، وإنما قلنا ذلك لأن الفقيه لا يصلح لمرتبة القضاء حتى يكون عالما بعلم الفرائض والكتاب والسنة والكتابة والحلال والحرام ويكون مع ذلك صادق اللهجة ، فلو قال قاضيكم علي كان متضمنا لجميع ما ذكر في حقهم فما ظنّك بصيغة افعل التفضيل ، وهو قولهصلىاللهعليهوآلهوسلم : اقضاكم علي.
(الثاني) : ما روي ان عمر أمر برجم امرأة ولدت لستة اشهر فرفع
__________________
(٧٤٩) من الامثال المشهورة السائرة.
(٧٥٠) الاستيعاب ٣ : ٣٨ هامش الاصابة ، شرح ابن ابي الحديد ٢٣٦ مطالب السؤل ٢٣ ، كفاية الشنقيطي ٤٦ ، الغدير ٣ : ٩٠ ، الفصول المهمة ١٧ ط ايران ، تاريخ الخلفاء : ٦٦ ، خصائص النسائي : ٧٠ ، فتح الملك العلي ٧٠ ـ ٧٩.
(٧٥١) فتح الملك العلي ٧١.