عليه ، وأنا اسمع غير مرة في منزله بدرب الخبازين ببغداد (٩٠٤) قال اخبرنا ابو زرعة طاهر بن محمد ، اخبرنا ابو الفتح محمد بن محمد بن علي بن ممك ، حدثنا عمر بن ابراهيم ، حدثنا ابو محمد النيسابوري ، حدثنا القاضى ابو خلف منصور بن احمد حدثنا احمد بن محمد ، حدثنا محمد بن علي ، حدثنا حميد الطويل عن انس بن مالك قال : صلى بنا رسول اللهصلىاللهعليهوآله يوما صلاة العصر فأبطأ في الركعة الاولى حتى ظننا انه قد سهى أو غفل ، ثم رفع رأسه فقال : سمع الله لمن حمده ثم اوجز في صلاته ثم اقبل علينا بوجهه كأنه القمر ليلة البدر ، ثم قال ما لي لا أرى أخي وابن عمي علي بن ابي طالب ، فقلنا ما رأيناه يا رسول الله ، فقال النبي (ص) بأعلى صوته يا علي يا ابن عم ، فأجابه علي عليهالسلام من آخر الصفوف لبيك يا رسول الله ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : أدن مني ، فقال انس : فما زال يتخطى اعناق المهاجرين والانصار حتى دنا المرتضى من المصطفى ، فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما الذي خلفك عن الصف الأول؟ قال : شككت اني على غير وضوء ، فأتيت الى منزل فاطمة فناديت يا حسن يا حسين فلم يجبني احد فاذا بهاتف يهتف بي من ورائي وهو ينادي يا أبا الحسن التفت وراءك ، فالتفت فاذا بطشت فيه سطل وفيه ماء وعليه منديل ، فوضعت المنديل وتوضأت فوجدت في الماء لبن الزبد وطعم الشهد ورائحة المسك ، ثم التفت فلا ادري من وضع السطل والمنديل ، ولا من أخذه ، فتبسم النبي (ص) في وجهه وضمه الى صدره وقبل ما بين عينيه ثم قال : ألا ابشرك ان السطل من الجنة وإن الماء من الفردوس الأعلى ، والذي هيأك للصلاة جبرئيل ، والذي مندلك ميكائيل والذي نفس محمد بيده ما زال اسرافيل قابضا على منكبي حتى لحقت الصلاة ، وقال اصبر لنفسك وابن عمك (٩٠٥).
__________________
(٩٠٤) من محلات بغداد ، وموقعه الآن ـ الخلاني ـ دليل خارطة بغداد : ٢٤٣.
(٩٠٥) ينابيع المودة ١٤٢.