ويد علي «ع» ، فلما اراد ان يجعل كفها في كف علي عليهالسلام حصرت ودمعت عيناها فرفع رسول الله «ص» رأسه الى علي عليهالسلام وأشفق ان يكون بكاؤها من اجل انه ليس له شيء ، فقال لها : ما ألوتك نفسي ولقد اصبت بك القدر ، وزوجتك خير أهلي ، وأيم الله لقد زوجتك سيدا في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين.
قال : فدنا منها وأمكنه من كفها ، فقال لهما : اذهبا الى بيتكما ، جمع الله بينكما ، وأصلح بالكما ، فلا تهيجا شيئا حتى آتيكما فأقبلا حتى جلسا مجلسهما ، وعندها امهات النساء وبينهن وبين علي عليهالسلام حجاب ، وفاطمة عليهاالسلام مع النساء ، ثم اقبل النبي «ص» حتى دق الباب ، فقالت له أم ايمن من هذا؟ فقال : أنا رسول الله ففتحت له الباب وهي تقول : بأبي أنت وأمي ، فقال لها رسول الله (ص) أثم أخي يا أم ايمن ، قالت ومن اخوك؟ فقال علي بن ابى طالب فقالت يا رسول الله هو اخوك وزوجته ابنتك ، فقال : نعم ، فقالت : إنما نعرف الحلال والحرام بك فدخل وخرج النساء مسرعات وبقيت اسماء بنت عميس فلما بصرت برسول الله (ص) مقبلا تهيأت لتخرج فقال لها رسول الله (ص) على رسلك من أنت؟ فقالت انا اسماء بنت عميس بأبي أنت وأمي إن الفتاة ليلة بنائها لا غناء بها عن امرأة إن حدث لها حاجة افضت بها إليها ، فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ما اخرك الا ذلك فقالت : اي والذي بعثك بالحق ما اكذب والروح الأمين يأتيك.
فقال لها رسول الله (ص) : فاسأل إلهي ان يحرسك من فوقك ومن تحتك ، ومن بين يديك ، ومن خلفك ، وعن يمينك ، وعن شمالك ، من الشيطان الرجيم ، ناوليني المخضب واملئيه ماء ، قال : فنهضت اسماء بنت عميس فملأت المخضب ماء ثم أتته به فملأ فاه ثم محبّه فيه ثم قال : اللهم إنهما مني وأنا منهما ، اللهم كما اذهبت عني الرجس وطهرتني تطهيرا فاذهب عنهما الرجس ،