فقال الناس : لقد طال نجواه مع ابن عمه ، فقال رسول الله «ص» : ما انتجيته ولكن الله انتجاه (٩٦٧).
قلت : هذا حديث حسن ، رواه الترمذي في جامعه ، وقال معنى قوله (ولكن الله انتجاه) : يقول : إن الله أمرني ان انتجي معه.
اخبرنا الشريف محمد بن عبد الواحد بن المتوكل على الله عن احمد بن ابى غالب الزاهد ، اخبرنا ابو القاسم عبد العزيز بن علي بن احمد بن الحسين الانماطي حدثنا ابو طاهر محمد بن عبد الرحمن الذهبي ، حدثنا محمد بن هارون ، حدثنا ابو هشام محمد بن يزيد بن رفاعة ، حدثنا محمد بن فضيل ، حدثنا الاعمش عن ابى الزبير عن جابر ، قال : لما كان يوم الطائف دعا رسول الله (ص) عليا عليهالسلام فناجاه طويلا ، فقال بعض اصحابه : لقد طال نجوى ابن عمه ، فقال : ما أنا انتجيته لكن الله أمرني بذلك (٩٦٨).
قلت : ما كتبناه إلا من هذا الوجه.
وفى هذا الحديث دلالة على تخصيص علي عليهالسلام بهذه النجوى ، «وفقه الحديث» جواز النجوى للسلطان أو للوالي أو الزعيم مع بعض خواصه ، وفي الحديث دلالة على ان النبي (ص) إنما كان أمره ونهيه موجزا إلا ما خصه الله عزوجل به لينهى جميع ما أمره به.
وكان النبي (ص) يوم الطائف حين حاصرها ونصب المنجنيق عليها اشار على اصحابه بالرحيل عنها قبل ان تفتح عليه ، لأن الله تعالى اخبره انه غير فاتحها من يومه ذاك لما أراد الله تعالى من بقاء اهلها ، ودخولهم في الاسلام
__________________
(٩٦٧) صحيح الترمذي ٢ : ٣٠٠ ، كنز العمال ٦ : ١٥٩ قال : اخرجه الترمذي والطبراني ، تاريخ بغداد ٧ : ٤٠٢ ، اسد الغابة ٤ : ٢٧.
(٩٦٨) اسد الغابة ٤ : ٢٧ ، كنز العمال ٦ : ٣٩٩ ، وفيه : اخرجه الطبرانى.