مفرشه ، ثم قال : يا غلام علي بالمنجفة ـ والمنجفة مدهن كبير فيه غالية ـ فأتي به فغلفه بيده حتى غدت لحيته قاطرة ، ثم قال : في حفظ الله وكلاءته يا ربيع ألحق ابا عبد الله جائزته وكسوته ، فانصرف فلحقته فقلت : اني قد رأيت ما لم تر ورأيت بعد ذلك ما قد رأيت ، وقد رأيتك تحرك شفتيك فما الذي قلت؟ قال نعم انك رجل منا اهل البيت ولك محبة وود (قلت : اللهم احرسني بعينك التي لا تنام واكنفني بركنك الذي لا يضام ، واغفر لي بقدرتك علي لا أهلك ، وأنت رجائي رب كم من نعمة انعمت بها علي قال لها شكري ، وكم من بلية ابتليتني بها قل عندها صبري ، فيا من قل عند نعمته شكري فلم يحرمني ، ويا من قل عند بليته صبري فلم يخذلني ، ويا من رآني على الخطايا فلم يفضحني ، يا ذا المعروف الذي لا ينقضي ابدا ويا ذا النعم التي لا تحصى ابدا ، اسألك ان تصلي على محمد وعلى آل محمد وبك أدرأ في نحره ، وأعوذ بك من شره.
اللهم فأعني على ديني بدنياي ، وأعني على آخرتي بتقواي ، واحفظني فيما غبت عنه ، ولا تكلني الى نفسي فيما حضرته ، يا من لا تضره الذنوب ، ولا تنقصه المغفرة ، اغفر لي ما لا يضرك ، واعطني ما لا ينقصك ، انك أنت الوهاب ، اسألك فرجا قريبا ، وصبرا جميلا ، ورزقا واسعا ، والعافية من جميع البلاء ، وشكر العافية) (١١٧٤).
رواه في كتاب الفرج له ، كما اخرجناه سواء ، ومضى لسبيل الله في شوال من سنة ثمان وأربعين ومائة ، وسنة يومئذ خمس وستون سنة ، قبره بالبقيع مع آبائه صلوات الله عليهم ، كان له عشرة من الاولاد والامام بعده ولده.
__________________
(١١٧٤) الفصول المهمة ٢١١ ، تذكرة الخواص ٣٤٤ ، وذكر له «ع» ابو نعيم في حلية الاولياء ٣ : ١٩٢ حكما وأحاديث كثيرة.