عليه وأنا اسمع بمدينة حلب ، قال : أخبرنا أبو الفتح ناصر بن محمد بن أبي الفتح إسماعيل بن الفضل السراج ، أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم أخبرنا الحافظ شيخ أهل الحديث وقدوتهم في النقل أبو الحسن علي بن عمر ابن أحمد بن مهدي بن مسعود الشافعي المعروف بالدار قطني ، حدثنا أحمد بن محمد ابن سعيد ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن إسحاق بن يزيد حدثنا سهل بن سليمان عن أبي هارون العبدي قال : أتيت ابا سعيد الخدري ، فقلت له : هل شهدت بدرا؟ فقال : نعم ، فقلت : ألا تحدثني بشيء مما سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم في علي عليه السلام وفضله ، فقال : بلى أخبرك ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله مرض مرضة نقه (١٢٦٣) منها فدخلت عليه فاطمة (ع) تعوده وأنا جالس عن يمين رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، فلما رأت ما برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله من الضعف خنقتها العبرة حتى بدت دموعها على خدها ، فقال لها رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله ما يبكيك يا فاطمة؟ أما علمت أن اللّه تعالى اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها أباك فبعثه نبيا ، ثم اطلع ثانية فاختار بعلك ، فأوحى إلي فأنكحته واتخذته وصيا ، أما علمت أنك بكرامة اللّه تعالى أباك زوجك اعلمهم علما ، وأكثرهم حلما وأقدمهم سلما فضحكت واستبشرت ، فأراد رسول اللّه «ص» ان يزيدها مزيد الخير كله الذي قسمه اللّه لمحمد وآل محمد «ص» فقال لها : يا فاطمة ولعلي ثمانية أضراس ـ يعني مناقب : إيمان باللّه ورسوله ، وحكمته ، وزوجته وسبطاه الحسن والحسين وأمره بالمعروف ، ونهيه عن المنكر.
يا فاطمة انا أهل بيت أعطينا ست خصال لم يعطها أحد من الأولين ، ولا يدركها أحد من الآخرين غيرنا أهل البيت ، نبينا خير الأنبياء وهو أبوك ووصينا خير الأوصياء وهو بعلك ، وشهيدنا خير الشهداء وهو حمزة عم أبيك ، ومنّا سبطا هذه الأمة وهما ابناك ، ومنا مهدي الأمة الذي يصلي عيسى خلفه
__________________
(١٢٦٣) نقه من المرض : صح وبرئ وفيه ضعف.