١. جاء في صحيح مسلم عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال : ما منعك أن تسب أبا تراب ، فقال : «أمّا ما ذكرت ثلاثاً قالهن له رسول الله صلىاللهعليهوسلم فلن أسبه ، لأن تكون لي واحدة منهن أحبّ إلي من حمر النعم» ، وبعد ذلك ذكر قصّة غزوة تبوك ، وجملة : «أمّا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى» وبين كذلك قصّة غزوة خيبر ، والجملة المهمّة التي قالها النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله في حق علي عليهالسلام وذكر قصّة المباهلة أيضاً» (١).
هذا الحديث يبيّن بوضوح مدى إصرار معاوية على مخالفة الإمام علي عليهالسلام وإلى أي حد.
٢. نستفيد من خلال الروايات الكثيرة أنّ هناك مجموعتين أقدموا على وضع الأحاديث في القرن الأول من تاريخ الإسلام :
المجموعة الأولى : هم مجموعة من الأشخاص ظاهرهم الصلاح والزهد ، ولكنهم بسطاء وساذجون ، فقاموا بوضع الأحاديث بنية القربة ، ومن جملتهم مجموعة متدينة في الظاهر قاموا بوضع أحاديث عجيبة وغريبة في فضائل السور لترغيب الناس على تلاوة القرآن ، ونسبوها إلى النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله ، وللأسف لم يكونوا قليلي العدد.
يقول القرطبي العالم المعروف عند أهل السنّة في كتابه التذكار : «لا اعتبار للروايات التي وضعها الوضّاعون كذباً في فضيلة سور القرآن ، ارتكب هذا العمل جماعة كثيرة في فضائل السور القرآنيّة ، بل في فضائل بعض الأعمال ، فوضعوا الأحاديث بنية قصد القربة لترغيب الناس
__________________
(١). صحيح مسلم ، ج ٧ ، ص ١٢٠.