يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ) (١).
توهم الوهابيون وتصوروا أنّ هذه الآيات تنفي التوسل بأولياء الله ، وإضافة إلى هذا لديهم بحث آخر ، وهو أنه على فرض أنّ التوسل بالرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله حال حياته جائز ؛ وفقاً لبعض الروايات ، لكن لا دليل لدينا على جوازه بعد مماته. هذا خلاصة ما يدّعونه.
ولكن للأسف وبسبب هذا الكلام الفاقد للدليل ، قام الوهابيون باتهام الكثير من المسلمين بالشرك والكفر ، وأباحوا دماءهم وأموالهم ، فبهذه الذريعة قاموا بسفك دماء كثيرة ونهبوا الكثير من الأموال.
والآن وبعد أن عرفنا اعتقادهم بشكل جيد نعود إلى أصل البحث ، ونعالج موضوع التوسل من جذوره.
في البداية نستعرض مفهوم «التوسل» في اللغة والآيات القرآنيّة والروايات.
التوسل لغة : «التوسل» في اللغة هو بمعنى اختيار الوسيلة ، والوسيلة : تعني ما يتقرب به إلى الغير.
يقول ابن منظور في كتابه المعروف «لسان العرب» : «وَسَلَ فلانٌ إلى الله وسيلةً إذا عَمِل عملاً تقرّب به إليه ... والوسيلة ، ما يتقرّب به إلى الغير» (٢).
وجاء في «مصباح اللغة» أيضاً : «الوسيلة : ما يتقرب به إلى الشيء والجمع الوسائل».
ونقرأ في «مقاييس اللغة» : «الوسيلة : الرغبة والطلب».
__________________
(١). سورة الرعد ، الآية ١٤.
(٢). لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٧٢٤.