الأكرم صلىاللهعليهوآله يقول : «لمَّا اقترف آدم الخطيئة قال : يَا رَبِّ اسْألُكَ بِحَقِّ مُحَمَّد لَمَا غَفَرْتَ لِي.
فقال الله : يا آدم كيف عرفت محمّداً ولم أخلقه ، قال : يا ربّ لأنّك لمّا خلقتني بيدك ونفخت في من روحك ، رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوباً : لا إله إلّا الله محمّد رسول الله ، فعلمت أنّك لم تضف إلى اسمك إلّا أحبّ الخلق إليك ، فقال الله : صدقت يا آدم ، إنّه لأحبّ الخلق إليَّ ، ادعني بحقّه فقد غفرت لك ، ولو لا محمّد ما خلقتك» (١).
٢. الحديث الآخر مرتبط بتوسل أبي طالب بالنبي الأكرم صلىاللهعليهوآله عند ما كان طفلاً ، وخلاصة الحديث كما نقله ابن حجر في كتابه «فتح الباري» : عند ما نزل القحط في مكة ذهبت قريش إلى أبي طالب وقالت له : أقحط الوادي وأجدب العيال ، فهلم فاستسق لنا ، فخرج أبو طالب ومعه غلام كأنّه شمس دجنة ، فأخذه أبو طالب فألصق ظهره بالكعبة ولاذ به ، أي : توسل بهذا الطفل ، ولا توجد في السماء قطعة من سحاب ، فأقبل السحاب من هنا ومن هاهنا واغدودق وانفجر له الوادي من شدة المطر وأخصب النادي والبادي. وقال أبو طالب حينها شعراً في مدح النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله من أكثر من ثمانين بيتاً منها هذا البيت :
وأبيض يستسقي الغمام بوجهه |
|
ثمال اليتامى عصمة للأرامل (٢) |
__________________
(١). الحاكم في المستدرك ، ج ٢ ، ص ٦١٥. ونقله الحافظ السيوطي في الخصائص النبوية واعتبره صحيحاً ، ونقله البيهقي في دلائل النبوة وهو لا يروي ضعاف الأحاديث. ونقله القسطلاني والزرقاني في المواهب اللدنية واعتبره صحيحاً ، وجماعة آخرون أيضاً ، ولمزيد من التوضيح يراجع كتاب : مفاهيم يجب أن تصحح ، ص ١٢١.
(٢). فتح الباري ، ج ٢ ، ص ٤٩٤ ؛ وكذلك السيرة الحلبية ، ج ١ ، ص ١١٦.