٣. توسل الرجل الضرير بالنبي الأكرم صلىاللهعليهوآله : ذهب رجل ضرير إلى النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله في زمن حياته ، متوسلاً به فشافاه النبي صلىاللهعليهوآله وأعاد البصر إليه (١).
وخلاصة الحديث : أنّ رجلاً ضرير البصر أتى النبي صلىاللهعليهوآله فقال : ادع الله أن يعافيني ، قال : إن شئت دعوت ، وإن شئت صبرت فهو خير لك ، قال فادعه ، قال فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ، ويدعو بهذا الدعاء : «اللهم إنّي أسألك وأتوجه إليك بنبيّك محمّد صلىاللهعليهوآله نبي الرحمة ، يا محمّد إنّي أتوجه بك إلى ربّي في حاجتي هذه لتقضى لي ، اللهم شفِّعه في» فقام الرجل وفعل ما قاله الرسول صلىاللهعليهوآله.
يقول عثمان بن عمير راوي هذا الحديث : كنّا جالسين في نفس المجلس نتحدث وبعد مضي فترة إذ قدم الرجل الضرير إلى المجلس ، وكان يبصر كحالته السابقة بحيث لا يوجد أي أثر للعمى.
والملفت للنظر أن الكثير من كبار أهل السنّة قد صرّح بأنّ هذا الحديث صحيح ، فالترمذي يصحح الحديث ، وابن ماجة قال : إنّه صحيح (٢) ، والرفاعي قال : إنّه لا شك في أنّ هذا الحديث صحيح ومشهور (٣).
٤. التوسل بالنبي الأكرم صلىاللهعليهوآله بعد مماته ، «الدارمي» هو أحد علماء أهل السنّة المعروفين يقول في كتابه المعروف «سنن الدارمي» تحت عنوان باب
__________________
(١). صحيح الترمذى ، ص ١١٩ ، ح ٣٥٧٨ ؛ وفي سنن ابن ماجة ، ج ١ ، ص ٤٤١ ، ح ١٣٨٥ ؛ ومسند أحمد ، ج ٤ ، ص ١٣٨.
(٢). سنن ابن ماجة ، ج ١ ، ص ٤٤١.
(٣). ولأجل زيادة التوضيح يمكنكم مراجعة كتاب الرسائل والمسائل ، ج ١٨ ، ص ١ ، طبعة بيروت ، حيث يقول : إنّ عين عبارة ابن تيمية هى : «أنّ النسائي والترمذي رويا حديثاً صحيحاً أنّ النبي صلىاللهعليهوآله علّم رجلا أن يدعو فيسأل الله ثمّ يخاطب النبي فيتوسل به ، ثمّ يسأل الله قبول شفاعته».