بكلام الوليد ، وتهيئوا للهجوم عليهم وقطع رءوسهم ، ولكن نزلت الآية الشريفة لتحذّر المسلمين بوجوب التحقيق في الخبر الذي يأتي به الفاسق ، حتى لا تصيبوا قوماً بسوء وتندموا فيما بعد.
والنتيجة : أنّه وبعد التحقيق تبيّن أنّ قبيلة بني المصطلق ما زالت على إيمانها ، وأنّها كانت تستعد لاستقبال الوليد ، لا للهجوم على الوليد والارتداد عن الإسلام ، ولكن الوليد ـ وبسبب خصومته معهم ـ اتخذ هذا الأمر ذريعة للوشاية بهم عند رسول الله ونقل له خبراً غير صحيح.
فمع أنّ الوليد كان من صحابة النبي صلىاللهعليهوآله بمعنى أنّه من الأشخاص الذين أدركوا رسول الله صلىاللهعليهوآله وكانوا في خدمته ، إلّا أنّ القرآن وصفه بالفاسق ، فهل هذا يتفق مع عدالة جميع الصحابة؟
ما هي هذه العدالة عند ما يقوم بعضهم بالاعتراض على النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله حين أراد توزيع الزكاة؟ وقد نقل القرآن المجيد هذا الاعتراض في سورة التوبة : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْها رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْ يَسْخَطُونَ) (١).
ما هي هذه العدالة حيث يتحدث القرآن المجيد عن حرب الأحزاب في سورة الأحزاب (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً) (٢) فبعضهم كان يتصور أنّ النبي صلىاللهعليهوآله سيهزم في هذه المعركة ، وأنّهم سيقتلون ، وسيقضى على الإسلام ، أو تلك الرواية التي ينقلها الشيعة والسنّة في القصّة المعروفة حين كان النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله
__________________
(١). سورة التوبة ، الآية ٥٨.
(٢). سورة الأحزاب ، الآية ١٢.