إلي من حمر النعم» (١).
٢. ونقرأ في كتاب «العقد الفريد» الذي كتبه أحد علماء السنّة (ابن عبد ربّه الأندلسي) : «ولمّا مات الحسن بن علي (عليهماالسلام) حج معاوية فدخل المدينة وأراد أن يلعن علي بن أبي طالب عليهالسلام على منبر رسول الله صلىاللهعليهوآله فقيل له : إنّ هاهنا سعد بن أبي وقاص ولا نراه يرضى بهذا فابعث إليه وخذ رأيه. فأرسل إليه [معاوية] وذكر له ذلك فقال : إن فعلت لأخرجن من المسجد ثمّ لا أعود إليه! فأمسك معاوية عن ذلك حتى مات سعد فلما مات سعد لعنه على المنبر وكتب إلى عماله أن يلعنوه على المنابر ففعلوا ، فكتبت أم سلمة زوج النبي صلىاللهعليهوآله إلى معاوية : «إنّكم تلعنون الله ورسوله على منابركم ؛ وذلك أنّكم تلعنون علي بن أبي طالب ومن أحبّه ، وأنا أشهد أنّ الله أحبّه ورسوله» فلم يلتفت [معاوية] إلى كلامها» (٢).
فهل هذه الأعمال القبيحة تتلاءم مع العدالة؟ هل يجيز أي إنسان عاقل أو عادل لنفسه أن يقوم بسبّ أو لعن ـ وخصوصاً بتلك الصورة البشعة والواسعة ـ هذه الشخصية العظيمة ، حيث يقول الشاعر العربي :
أعلى المنابر تعلنون بسبّه |
|
وبسيفه نصبت لكم أعوادها |
__________________
(١). صحيح مسلم ، ج ١٤ ، ص ١٨٧١ ، كتاب فضائل الصحابة. وكذلك كتاب فتح الباري في شرح صحيح البخاري ، ج ٧ ، ص ٦٠. والفضائل الثلاثة التي ذكرت للإمام علي عليهالسلام في الحديث هي : عبارة عن حديث المنزلة ، وحديث (لأعطين الراية غداً ...) ، وآية المباهلة.
(٢). العقد الفريد ، ج ٥ ، ص ١١٤ و ١١٥ دار الكتب العلمية. وجواهر المطالب في مناقب الإمام علي بن أبي طالب ، ج ٢ ، ص ٢٢٨. تأليف محمّد بن أحمد الدمشقي الشافعي ، (توفي في القرن التاسع الهجري).