ما فِي الْأَرْضِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (١).
مع أنّ بعض المهاجرين ارتاب في دينه في صلح الحديبية. فعدم الارتياب قيد في بقاء الإيمان. وهذه نماذج من القيود وعليك بتقصيها في السور القرآنية ممّا يعلم فقدان جماعة من الصحابة المهاجرين والأنصار لها.
النقطة الرابعة : أنّ ممّا قد ثبت مقطوعا به للمتتبّع في الآيات القرآنية وكتب الأحاديث والسير والتواريخ أنّ العديد من الصحابة من المهاجرين والأنصار قد وقعت وصدرت منهم مخالفات للشرع المبين من الكبائر وبعضها من العظائم سواء في حياة النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم أو بعد وفاته صلىاللهعليهوآلهوسلم عند التنازع والفتن التي انتهت إلى حرب الجمل وصفين فقد وقع منهم الفرار من الزحف في مواطن كوقعة أحد وحنين ولم يبق إلّا ثلّة من بني هاشم مع أنّ الفرار من الزحف من الكبائر السبع المغلظة وكذا ما أتاه الصحابة في صلح الحديبية وفي مقدّمتهم بعض المهاجرين من الاعتراض على صلح النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم والنكير لذلك حتّى أنّهم أبوا أن يحلقوا رءوسهم والتحلل من الإحرام وأبدوا العصيان الجماعي حتى اضطر النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم إلى أن يجدّد أخذ البيعة منهم بعد ذلك بعد ما ارعووا وعادوا ويستوثق منهم المواثيق.
وما أتاه عدّة من الصحابة من المهاجرين من التخلّف عن جيش أسامة الذي جهّزه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لقتال الروم مع انه صلىاللهعليهوآلهوسلم قد لعن من تخلّف عن جيش أسامة وقال نفّذوا جيش اسامة. وقد نزلت الآية كما قيل (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ) في اقتتال الأوس والخزرج بالأحذية والعصي. وبعضهم ردّ على النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم عند ما طلب دواة وكتاب يكتب فيه ما إن تمسكوا به فلن يضلّوا أبدا ، وقال أنّه غلب عليه المرض وهي عظيمة.
__________________
(١). الحجرات / ١٥ ـ ١٦.